طرقات المدينة فإذا انا بذئب أدرع أذب قد أقبل يهرول حتى أتى المكان الذي فيه أمير المؤمنين عليه السلام فقال علي (ع) اللهم أطلق لسان الذئب يكلمني، فأطلق الله لسان الذئب وإذا به يقول السلام عليك يا أمير المؤمنين، قال (ع) وعليك السلام من أين أقبلت؟ قال من حائط بني النجار، قال وأين تريد؟ قال بلد الأنبياء البررة قال (ع) فيماذا؟ قال لأدخل في بيعتك مرة أخرى، قال كأنكم قد بايعتمونا قال صاح بنا صائح من السماء ان اجتمعوا فاجتمعنا إلى ثنية من بني إسرائيل فنشر فيها أعلام بيض ورايات خضر ونصب فيها منبر من ذهب أحمر وعلا عليه جبرئيل فخطب خطبة بليغة وجلت منها القلوب وأبكى منها العيون ثم قال يا معشر الوحوش ان الله عز وجل قد دعى محمدا فأجابه وستخلف من بعده على عباده علي بن أبي طالب وأمركم ان تبايعوه فقالوا سمعنا وأطعنا ما خلا الذئب فأنه جحد حقك وأنكر معرفتك فقال علي (ع) ويحك أيها الذئب كأنك من الجن فقال لا انا من الجن ولا من الانس ولكني ذئب شريف، قال (ع) وكيف تكون شريفا وأنت ذئب؟ قال شريف لأني من شيعتك وأخبرني أبي اننا من ولد ذلك الذئب الذي اصطاده أولاد يعقوب فقالوا هذا أكل أخانا بالأمس وانه متهم. وفيه بإسناده عن الكاظم ان أمير المؤمنين عليه السلام كان يسعى على الصفا فإذا هو بدراج يتدرج على وجه الأرض فوقع بإزاء أمير المؤمنين فقال السلام عليك أيها الدراج ما تصنع في هذا المكان؟ فقال يا أمير المؤمنين اني في هذا المكان منذ كذا وكذا عاما أسبح الله وأقدسه وأمجده وأعبده حق عبادته، فقال (ع): أيها الدراج انه لصفا نقي لا مطعم فيه ولا مشرب فمن أين لك المطعم والمشرب؟ فأجابه الدراج وهو يقول: وقرابتك من رسول الله يا أمير المؤمنين اني كلما جعت ذكرت ولايتكم أهل البيت فأشبع، وإذا عطشت أتبرأ من أعدائكم فأروي، فقال (ع) بورك فيك، فطار الطائر.
(خبر فيه إطاعة الريح وغيرها له):
وفي البحار عن كتب عديدة، يرفعه إلى عبد الله بن خالد بن سعيد بن العاص