في هذه الآية في يومي هذا قوم شابهوهم في صحيفتهم التي كتبوها علينا في الجاهلية وعلقوها في الكعبة وأن الله يعذبهم عذابا ليبتليهم ويبتلي من بعدهم تفرقة بين الخبيث والطيب ولولا أنه أمرني بالاعراض للأمر الذي هو بالغه لضربت أعناقهم، قال فوالله لقد رأيناهم أخذتهم الرعدة ولم يبق أحد إلا علم أنه (ص) إياهم عنى ولهم تلي الأمثال.
المجلس الثالث (في علمه وقضائه وزهده وعبادته وتقواه وحلمه وشفقته وكرمه) (واستجابة دعوته وفيه ثلاثة أبواب):
الباب الأول في غرارة علمه، وأنه أقضى الأصحاب، وفيه فصلان:
الفصل الأول في غزارة علمه وقد سبقت الإشارة إلى ذلك من شهادة النبي والأصحاب في فصل من فصول المقدمة وهذا معقود لذلك، وروى الخوارزمي في كتابه بالإسناد إلى عباد بن عبد الله عن سلمان عن رسول الله (ص) أنه قال: أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب، وفيه بالإسناد إلى أمير المؤمنين (ع) قال قلت يا رسول الله أوصني فقال صلى الله عليه وآله وسلم: قل ربي الله واستقم، فقلتها وزدت. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب فقال ليهنك العلم يا أبا الحسن لقد شربت العلم شربا ونهلت نهلا، وروى الديلمي عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال لو كسرت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل، بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم، وعن