من نزلها، وهو خيبر أخو يثرب ابنا قانية بن مهلايل بن آدم بن عبيل، وهو أخو عاد.
وذكر جماعة من الأئمة: أن بعضها فتح صلحا، وبعضها فتح عنوة. وبه يجمع بين الروايات المختلفة في ذلك.
وروى عن الامام مالك - رحمه الله تعالى - أن الكتيبة أربعون ألف عذق. ولابن زبالة حديث " ميلان في ميل من خيبر مقدس، وحديث " خيبر مقدسة، والسوارقية (1) مؤتفكة، وحديث " نعم القرية في سنيات الدجال خيبر " وتوصف خيبر بكثرة التمر.
قال حسان بن ثابت - رضي الله عنه:
وإنا ومن يهدي القصائد نحونا * كمستبضع تمرا إلى أهل خيبر وروى البخاري عن عائشة - رضي الله عنها - قال: لما فتحت خيبر: قلنا الان نشبع من التمر. وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: ما شبعنا من التمر حتى فتحت خيبر، وتوصف خيبر بكثرة الحمى، قدم خيبر أعرابي بعياله فقال:
قلت لحمي خيبر استقري * هاك عيالي فاجهدي وجدي وباكري بصالد وورد * أعانك الله على ذا الجند فحم ومات، وبقي عياله.
قال أبو عبيد البكري - رحمه الله - في معجمه وفي الشقق عين تسمى الحمة، وهي التي سماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قسمة الملائكة، يذهب ثلثا مائها في فلج والثلث الآخر في " فلج " والمسلك واحد وقد اعتبرت منذ زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى اليوم يطرح فيها ثلاث خشبات أو ثلاث تمرات فتذهب اثنتان في الفلج الذي له ثلثا مائها، وواحدة في الفلج الثاني، ولا يقدر أحد أن يأخذ من ذلك الفلج أكثر من الثلث، ومن قام في الفلج الذي يأخذ الثلثين ليرد الماء إلى الفلج الثاني غلبه الماء وفاض، ولم يرجع إلى الفلج الثاني شئ يزيد على قدر الثلث وتشتمل خيبر على حصون كثيرة، ذكر منها في القصة كثير.
الثاني: اختلف في أي سنة كانت غزوتها: قال ابن إسحاق: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بقية المحرم سنة سبع، فأقام يحاصرها بضع عشرة ليلة إلى أن فتحها في صفر.
وقال يونس بن بكير في المغازي عن ابن إسحاق من حديث المسور ومروان، قالا:
" انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية، فنزلت عليه سورة الفتح فيما بين مكة والمدينة "