اللحاق بأهله فسمع ذلك ابن جرموز فخرج في طلبه وتبعه رجل من مجاشع حتى لحقاه فلما رآهما الزبير حذرهما فقالا يا حواري رسول الله أنت في ذمتنا لا يصل إليك أحد وسايره ابن جرموز فبينا هو يسير ويستأخر والزبير يفارقه ثم قال يا أبا عبد الله انزع درعك واجعلها على فرسك فإنها تثقلك وتعييك فنزعها الزبير وجعل عمرو بن مجاشع ينكص ويستأخر والزبير يناديه فيلحقه وهو يجري بفرسه ثم انحاز إليه حتى اطمأن إليه ولم ينكر تأخره عنه فحمل عليه وطعنه بين كتفيه فأخرج السنان من بين ثدييه ونزل فاحتز رأسه وجاء به إلى الأحنف فأنفذه إلى أمير المؤمنين (ع) فلما رأى رأس الزبير وسيفه قال ناولني السيف فناوله فهزه وقال سيف طالما قاتل به بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله ولكن الحين ومصارع السوء ثم تفرس في وجه الزبير وقال لقد كان لك برسول الله صلى الله عليه وآله صحبة ومنه قرابة ولكن دخل الشيطان منخرك فأوردك هذا المورد.
الوصي يكلم القتلى:
فصل: لما انجلت الحرب بالبصرة وقتل طلحة والزبير وحملت عايشة إلى قصر بني خلف ركب أمير المؤمنين (ع) وتبعه أصحابه وعمار بن ياسر رحمه الله يمشي مع ركابه حتى خرج إلى القتلى يطوف عليهم فمر بعبد الله بن خلف الخزاعي وعليه ثياب حسان مشهرة فقال الناس هذا والله رأس الناس فقال عليه السلام ليس برأس الناس ولكنه شريف منيع النفس ثم مر بعبد الرحمن بن عتاب بن أسيد فقال هذا يعسوب القوم ورأسهم كما ترونه ثم جعل يستعرض القتلى رجلا رجلا فلما رأى أشراف قريش صرعى في جملة القتلى قال جدعت أنفي أما والله إن كان مصرعكم لبغيضا إلي ولقد تقدمت إليكم وحذرتكم عض السيوف