وصول أمرك إليهم فقال عثمان والله قد علمت ما تقول أما والله لو كنت بمكاني ما أغضبتك ولا عتبت عليك ولا جئت منكرا ولا عملت سوءا إن وصلت رحما أو سددت خلة (1).
ثم خرج عثمان فجلس على المنبر مغضبا وقال: أما بعد فإن لكل شئ آفة ولكل أمر عاهة، وأن آفة هذه الأمة وعاهة هذه النعمة عيابون طعانون يرونكم ما تحبون ويسرون ما تكرهون يقولون لكم ويقولون أمثال النعام يتبعون أول ناعق أحب مواردها إليها البعيد لا يشربون إلا نغصا ولا يردون إلا عكرا لا يقوم لهم رائد وقد أعيتهم الأمور وتعذرت عليهم المكاسب ألا فقد والله عبتم علي بما أقررتم لابن الخطاب بمثله ولكنه وطأكم برجله وضربكم بيده وقمعكم بلسانه فدنتم له ما أحببتم أو كرهتم وأوطأت لكم كتفي وكففت يدي ولساني عنكم فاجترأتم علي أما والله لأنا عز نفرا وأقرب ناصرا وأكثر عددا وأقمن إن قلت هلم أتى إلي ولقد أعددت لكم أقرانكم وكشرت لكم عن نابي وأخرجتم مني خلقا لم أكن أحسنه ومنطقا لم أكن به أنطق فكفوا عني ألسنتكم وطعنكم وعيبكم على ولاتكم فإني قد كففت عنكم من لو كان هو الذي يكلمكم لرضيتم منه بدون منطقي هذا ألا فما تفقدون من حقكم والله ما قصرت في بلوغ ما كان يبلغ من كان قبلي وما وجدتكم تختلفون عليه فما بالكم.
فقال مروان بن الحكم إن شئتم حكمنا بيننا وبينكم السيف فنحن وأنتم كما قال الشاعر:
فرشنا لكم أعراضنا فنبت بكم * مغارسكم تبنون في دمن الثرى فقال عثمان لمروان اسكت أسكتك الله دعني وأصحابي ثم نزل