طمعا في نيل الأمر من بعده بغير شبهة في ذلك وأنهما كانا متوليين لقتل عثمان فلما بايع الناس لأمير المؤمنين (ع) وفاتها ما كانا يأملانه من التأمر على الناس عمدا إلى حربه ورمياه بما صنعاه بعثمان وعاندا في ذلك وكابرا ودفعا به المعلوم.
وروى موسى بن مطير عن الأعمش عن مسروق قال دخلنا المدينة فبدأنا بطلحة فخرج مشتملا بقطيفة حمراء فذكرنا له أمر عثمان وهم القوم به فقال لقد كاد سفهاؤكم أن يغلبوا عقلائكم ثم قال أجئتم معكم بحطب ألا فخذوا هاتين الحزمتين فاذهبوا بها إلى بابه فأحرقوه بالنار فخرجنا من عنده وأتينا الزبير فقال مثل قوله فخرجنا حتى أتينا عليا عند أحجار الزيت فذكرنا أمره فقال استتيبوا الرجل ولا تعجلوا فإن رجع عما هو عليه وإلا فانظروا.
وروى محمد بن إسحاق عن أبي جعفر الأسدي عن أبيه عن عبد الله ابن جعفر قال كنت مع عثمان وهو محصور فلما عرف أنه مقتول بعثني وعبد الرحمان بن أزهر إلى علي (ع) وقد استولى طلحة على الأمر وقال انطلقا وقولا له إنك أولى بالأمر من ابن الحضرمية فلا يغلبنك على أمر ابن عمك.
وروى الفضل بن دكين عن عمران الخزاعي عن ميسرة بن جرير قال كنت عند الزبير بأحجار الزيت وهو آخذ بيدي فأتاه رجل وقال يا أبا عبد الله إن أهل الدار قد حيل بينهم وبين الماء فقال ادبروا:
(وحيل بينهم وبين ما يشتهون كما فعل بأشياعهم من قبل إنهم في شك مريب) فهذه الأخبار وأمثالها قد جاءت بما فعل طلحة والزبير بعثمان وما أباحاه من دمه وإن أمير المؤمنين كان معتزلا لذلك عن عثمان دافعا عنه بحسب الإمكان ثم جاءا بعد ذلك يطلبان بدم عثمان ويدعيان عليه أنه تولى قتله ويقر فإنه بما ادعياه ويعملان في قتل أهل الإيمان