واحملها إلى دار عبد الله بن خلف حتى ننظر في أمرها فحملتها إلى الموضع وإن لسانها لا يفتر من السب لي ولعلي والترحم على أصحاب الجمل.
وروى الواقدي قال حدثنا هشام بن سعد عن عباس بن عبد الله ابن معبد عن معاذ بن عبد الله التميمي قال لما قدمنا البصرة مع عائشة وأقمنا ما أقمنا ندعوا الناس إلى نصرتنا والقيام معنا فالقابل لما ندعوا إليه والآبي له ونحن على ما نحن عليه نقول إلا نقاتل علي بن أبي طالب أبدا إلى أن قيل قد نزل علي (ع) فما أدري حتى نشبت الحرب نشبها الصبيان وأوقدها العبيد وإذا الجمل رحل والناس يهوون إلى القتال وإذا عسكر علي قد تحرك فبادر أصحابنا فرموا وجبلوا وصيحوا وأكثروا فسمعت عائشة تقول هذا أول الفشل وعلي (ع) وعسكره لا يثنون ثم صف علي أصحابه وولى الرايات موضعها وأعطى ابنه محمدا الراية العظمى راية بيضاء تملأ الرمح ثم وقف علي (ع) في القلب وحمل سرعان الميمنة والميسرة وحمل سرعان القلب فأسمع عليا ينادي محمدا تقدم بالراية وتوسط القلب فينكر من تقدمك وإن جالوا أو دفعوا يلحقك من خلفك ثم سمعته يقول أصحابك إمامك تقدم تقدم وتقدم علي والراية بين كتفيه وجرد سيفه وضرب رجلا فأبان زنده ثم انتهى إلى الجمل وقد اجتمع الناس حوله واختلطوا وأحدقوا به من كل جانب واستجن الناس تحت بطان الجمل فانظروا لله إلى علي يصيح بمحمد بن أبي بكر اقطع البطان وأرى عليا قد قتل ممن أخد بخطام الجمل عشرة بيده وكلما قتل رجلا مسح سيفه في ثيابه ثم جاوزت حتى صرنا في أيديهم كأننا أغنام نساق فانصرفنا حينئذ وتلاومنا وندمنا.
وروى الواقدي قال حدثني محمد بن عبد الله بن عبيد بن عكرمة ابن خالد قال قال عبد الرحمن بن الحرث بن هشام كنت أنا والأسود ابن أبي البختري وعبد الله بن الزبير قد تواعدنا وتعاهدنا بالبصرة لئن