القوم في الوصول إليه. (1) وخرج إليهم طلحة والزبير وقالا لهم قد اعتزل علي بن أبي طالب وانتدبنا معكم على هذا الرجل فاجتمع القوم على حصره فلما علم أن القوم قد حصروه وحقق العزيمة على خلعه كتب إلى معاوية يستدعيه بجنود الشام، وكتب إلى عبد الله بن عامر يستدعيه بجنود البصرة وفارس لينتصر بهم ويدفعهم عن نفسه وعرف أهل مصر وأهل العراق والحجاز إنه قد استفز عليهم أهل الشام وشيعته من أهل البصرة وفارس وخوزستان فجدوا في حصاره وتولى ذلك منه طلحة والزبير ومنعاه الماء وضيقا عليه وكان طلحة على حرس الدار يمنع كل أحد يدخل إليه شيئا من الطعام والشراب ويمنع من في الدار أن يخرج عنها إلى غيرها (2).
فصل: فهل يخفى على عاقل براءة أمير المؤمنين (ع) مما قرفوه به ناكثوا عهده من التأليب على عثمان والسعي في دمه مع ما رويناه من الحديث عمن سميناه، أم هل يرتاب عاقل فيما فعله طلحة والزبير فيما تولياه من حصر عثمان حتى آل ذلك إلى قتله وهما من بعده يقرفان عليا بما تولياه ويدعيان لأنفسهما البراءة بما صنعاه ويجعلان شبهتهما في استحلال قتاله عليه السلام دعوى الباطل المعروف بهتانا ممن ادعاه وهذا يكشف أن الأمر فيما ادعياه وأظهراه من الطلب بدم عثمان كان بخلافه على ما بيناه مما جاءت به الأخبار فيما تولاه طلحة والزبير في عثمان ما رواه أبو إسحاق جبلة بن زفر قال رأيت طلحة والزبير يرفلان في أدراعهما