فدخلنا معه بيت المال فلما رأى ما فيه ضرب إحدى يديه على الأخرى وقال غري غيري وقسمه بين أصحابه بالسوية حتى لم يبق إلا خمسمأة درهم عزلها لنفسه فجاءه رجل فقال إن اسمي سقط من كتابك فقال عليه السلام ردوها ردوها عليه ثم قال الحمد الذي لم يصل إلي من هذا المال شيئا ووفره على المسلمين.
خطبة بعد القسمة:
روى الواقدي أن أمير المؤمنين عليه السلام لما فرغ من قسمة المال قام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وقال:
أيها الناس إني أحمد الله على نعمة قتل طلحة والزبير وهربت عائشة وأيم الله لو كانت عايشة طلبت حقا وهانت باطلا لكان لها في بيتها مأوى وما فرض الله عليها الجهاد وإن أول خطأها في نفسها وما كانت والله على القوم أشأم من ناقة الصخرة وما ازداد عدوكم بما صنع الله إلا حقدا وما زادهم الشيطان إلا طغيانا ولقد جاؤوا مبطلين وأدبروا ظالمين إن إخوانكم المؤمنين جاهدوا في سبيل الله وآمنوا يرجون مغفرة الله وإننا لعلى الحق وإنهم لعلى الباطل ويجمعنا الله وإياهم يوم الفصل وأستغفر الله لي ولكم.
كتاب إلى أهل الكوفة:
وفي رواية عمر بن سعد عن يزيد بن الصلت عن عامر الأسدي قال إن عليا كتب بعد فتح البصرة مع عمر بن سلمة الأرحبي إلى أهل الكوفة من عبد الله علي بن أبي طالب إلى قرضة بن كعب ومن قبله من المسلمين سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو أما بعد فإنا لقينا القوم الناكثين لبيعتنا المفرقين لجماعتنا الباغين علينا من أمتنا