للثعالب فخرجا ولم يدركا ما طلبا ولم يرجعا إلى ما تركا فعز على هذه الشقوة التي كتبت عليهما.
وروى قيس بن أبي حازم قال رمى طلحة بسهم في ركبتيه فجعل يعدو والدم يفور فإذا أمسكوا رأس الجرح انتفخت ركبته فصاح دعوه فإنه سهم أرسله الله فلم يزل الدم ينزف حتى مات فدفنوه على شاطئ الفرات فرأى بعض الناس في النوم طلحة يقول أريحوني من هذا الماء فإني في أذى شديد ورأى الرجل تلك الرؤيا ثلاث مرات فنبشوه فإذا قبره قد اخضر كأنه السلق فاستخرجوه فأخذ ما يلي الأرض من لحيته ووجهه قد أكلته الأرض فاشتروا له دارا من دور آل بكر بعشرة آلاف درهم فدفنوه فيها.
فهذه الأخبار جملة مختصرة صحيحة في مقتل طلحة بن عبد الله طريقها من العامة من أوضح طريق وسندها أصح أسانيد وليس بين الأمة فيها اختلاف وكل يدل على أن طلحة قتل وهو مصر على الحرب غير نادم ولا مرعوى عن ذلك وفاقا لمذهب الحشوية وخلافا لمذهب