إلى عائشة فخبراها خبره وسألاها أن تسير إليه فأبت وراسلته تدعوه إلى الحضور عندها فاستعفاها من ذلك.
فقال طلحة والزبير يا أم إن قعد عنا كعب قعدت عنا الأزد كلها وهي حي البصرة فاركبي إليه فإنك إن فعلت لم يخالفك وانقاد لرأيك فركبت بغلا وأحاط بها نفر من أهل البصرة وصارت إلى كعب بن شور فاستأذنت عليه فأذن لها ورحب بها فقالت يا بني أرسلت إليك لتنصر الله عز وجل فما الذي أخرك عني؟ فقال يا أماه لا حاجة لي في خوض هذه الفتنة فقالت يا بني اخرج معي وخذ بخطام جملي فإني أرجو أن يقربك بي إلى الجنة واستعبرت باكية فرق لها كعب بن شور وأجابها وعلق المصحف في عنقه وخرج معها فلما خرج والمصحف في عنقه قال غلام من بني وهب وقد كان عرف امتناعه وتأنيه عن خوض هذه الفتنة يقول:
أيا كعب رأيك ذاك الجزيل * أمثل من رأيك الخاطل أتاك الزبير يدير الأمور * وطلحة بالنقل الثاكل ليستدرجاك بما زخرفا * وأمك تهوي إلى نازل وقد كانت الأم معصومة * فأضحت فرائس للآكل تخط بها الأرض مرحولها * ترد الجواب على السائل فألفيتها بين حي السباع * وعرضتها للشجى الثاكل بحرب علي وأصحابه * فقد أزم الدهر بالكاهل فأبديت للقوم ما في الضمير * وقلت لهم قولة الخاذل فأحطاهما منك ما أملاه * وقد أخلفا أمل الآمل وما لك في مصر من نسبة * وما لك في الحي من وائل فلا تجزعن على هالك * من القوم حاف ومن ناعل ولما نهض كعب بن شور مع عائشة في الأزد اجتمع رأي طلحة