لقينا القوم لنموتن أو لنقتلن عليا وأصحاب علي لم يكونوا عدلوا صفوفهم ثم نظرنا إليهم وقد عدلوا صفوفهم ميمنة وميسرة قال عبد الرحمن كنت واقفا عند عبد الله بن الزبير والأسود بن البختري فقلت ما وراءكما؟ قالا نحن على ما كنا عليه إلى أن مالت ميسرته على ميمنتنا فهزمهم ومالت ميمنته على ميسرتنا ففعلوا مثل ذلك ورأيت عليا وراء ابنه محمد وقد تقدم يحمل علما أسودا عظيما وعلي شاهر سيفه فلقى رجلا من ضبه فقتله ثم ضرب آخر فقتله ثم خلص إلينا ووقف عند رجلين فلاذ كل بصاحبه وجعل الأسود يقول هل من مهرب وتقدم ابن الزبير فأخذ الجمل فكان آخر من أخذه فأنظر إلى علي وقد انتهى إلى الجمل والسيف يرعف دما وهو واضعه على عاتقه وهو يصيح لمحمد بن أبي بكر اقطع البطان فكانت الهزيمة فلم نر مثل لزوم السواد الأكبر فلما انهزمنا خرجنا خائفين من مسالح علي (ع) فما زلنا نخاف الطلب حتى سرنا مراحل.
وروى عن ابن الزبير قال خرجت عائشة يوم البصرة وهي على جملها (عسكر) قد اتخذت عليه خدرا ودقته بالدروع خشية أن يخلص إليها النبل وسار إليهم علي بن أبي طالب حتى التقوا فاقتتلوا قتالا شديدا وأخذ بخطام الجمل يومئذ سبعون رجلا من قريش كلهم قتل وخرج مروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير ورأيتهما جريحين فلما قتلت تلك العصابة من قريش أخذ رجال كثير من بني ضبة بخطام الجمل فقتلوا عن آخرهم ولم يأخذ بخطامه أحد إلا قتل حتى غرق الجمل بدماء القتلى وتقدم محمد بن أبي بكر فقطع بطان الجمل واحتمل الخدر ومعه أصحاب له وفيه عائشة حتى أنزلوها بعض دور البصرة وولى الزبير منهزما فأدركه ابن جرموز فقتله.
ولما رأى مروان توجه الأمر على أصحاب الجمل نظر إلى طلحة