وقرت الفتنة بما بليت به من هذا المسير وما كنت متوليا من ولي هذا الأمر وأقام به والله لا يقوم أحد من الناس مقام عمر بن الخطاب فيهم فمن ذا يقوم مقام عمر بن الخطاب وإن سرنا بسيرة عثمان قتلنا فما أصنع بهذا المسير وضرب الناس بعضهم ببعض فقال له عبد الله ابنه أفتدع عليا يستولي على الأمر؟ وأنت تعلم أنه كان أحسن أهل الشورى عند عمر بن الخطاب ولقد أشار عمر وهو مطعون يقول لأصحابه أهل الشورى ويلكم اطعموا ابن أبي طالب فيها لا يفتق في الإسلام فتقا عظيما ومنوه حتى تجمعوا على رجل سواه.
ولما صار عثمان بن حنيف إلى ذي قار وأقام بها مع أمير المؤمنين وهو مريض يعالج حتى ورد على أمير المؤمنين (ع) أهل الكوفة.
فصل: وروى الواقدي عن شيبان بن عبد الرحمن عن عامر بن كليب عن أبيه قال لما قتل عثمان ما لبثنا إلا قليلا حتى قدم طلحة والزبير البصرة ثم ما لبثنا بعد ذلك إلا يسيرا حتى أقبل علي بن أبي طالب بذي قار فقال شيخان من الحي اذهب بنا إلى هذا الرجل فلننظر ما يدعو إليه فلما أتينا (ذا قار) قدمنا على أذكى العرب فوالله لدخل على نسب قومي فجعلت أقول هو أعلم به مني وأطوع فيهم فقال من سيد بني راسب فقلت فلان قال فمن سيد بني قدامة قلت فلان لرجل آخر فقال أنت مبلغهما كتابين مني؟ قلت نعم قال أفلا تبايعاني؟ فبايعه الشيخان اللذان كانا معي وتوقفت عن بيعته فجعل رجال عنده قد أكل السجود وجوههم يقولون بايع بايع فقال عليه السلام دعوا الرجل فقلت إنما بعثني قومي رائدا وسأنهي إليهم ما رأيت فإن بايعوا بايعت وإن اعتزلوا اعتزلت فقال لي أرأيت لو أن قومك بعثوك رائدا فرأيت روضة وغديرا فقلت يا قومي النجعة النجعة فأبوا ما كنت بمستنجع بنفسك فأخذت بإصبع من أصابعه فقلت أبايع على أن أطيعك ما أطعت الله فإذا عصيته فلا طاعة لك علينا