عينا تطرف فانهضوا إليه حتى نكب عليه قبل أن تلحقه أنصاره وقال لهم امضوا فخذوا أعطيتكم فلما رجع إلى منزله قال له ابنه عبد الله أمرت الناس أن يأخذوا أعطيتهم ليتفرقوا بالمال قبل أن يأتي علي بن أبي طالب فتضعف بئس الرأي الذي رأيت فقال له الزبير اسكت ويلك ما كان غير الذي قلت فقال طلحة صدق عبد الله وما ينبغي أن يسلم هذا المال حتى يقرب منا علي فنضعه في موضعه فيمن يدفعه عنا فغضب الزبير وقال والله لو لم يبق إلا درهم واحد لأعطيته فلامته عائشة على ذلك ووافق رأيها برأي الرجلين فقال الزبير والله لتدعوني أو ألحق بمعاوية فقد بايع في الشام الناس فأمسكوا عنه.
الزبير شاك متردد:
وروى داود بن أبي هند عن ابن عمرة مولى الزبير أن الزبير قال يومئذ لو كان لي ألف فارس إلى خمسمأة فارس ينهضون معي الساعة لأسير بهم إلى علي فإما أن آتي به بياتا أو أصحبه صباحا لعلي أقتله قبل أن يأتيه مدده فلم يخف معه أحد فاغتاظ لذلك وقال هذه والله الفتنة التي كنا نتحدث بها فقال له مولاه أبو عمرة رحمك الله يا أبا عبد الله تسميها فتنة ثم ترى القتال فيها فقال له ويحك إنا نبصره ولكن لا نصبر ثم قال بعد ذلك بيوم أو يومين والله ما كان أمر قط إلا علمت أين أضع قدمي فيه إلا هذا الأمر فإني لم أدر أنا فيه مقبل أم مدبر فقال له ابنه عبد الله والله ما بك هذا وإنا لنتعامى فلما يحملك على هذا القول إلا أنك أحسست برايات ابن أبي طالب قد أظلت وعلمت أن الموت الناقع تحتها فقال له اعزب ويحك فإنك لا علم لك بالأمور.
وروى الحرث بن الفضل عن أبي عبد الله الأغر أن الزبير بن العوام قال لابنه يومئذ ويلك لا تدعنا على حال أنت والله قطعت بيننا