وأعطاهم سنة الظالمين فقتل كل من طلحة والزبير وعبد الرحمن بن عتاب وجمع لا يحصى وقتل منا بنو مخدوع وابنا صوحان وعليا وهندا وثمامة فيمن يعد من المسلمين رحمهم الله والسلام.
وكتب إلى أهل الكوفة:
بسم الله الرحمن الرحيم من علي أمير المؤمنين إلى أهل الكوفة.
سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن الله حكم عدل لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم (وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له وما لهم من دونه من وال) وإني أخبركم عنا وعمن سرنا إليه من جموع أهل البصرة ومن سار إليه من قريش وغيرهم مع طلحة والزبير بعد نكثهما صفقة إيمانهما فنهضت من المدينة حين انتهى إلي خبرهم وما صنعوه بعاملي عثمان بن حنيف حتى قدمت ذا قار فبعثت إليكم ابني الحسن وعمارا وقيسا فاستنفروكم لحق الله وحق رسوله وحقنا فأجابني إخوانكم سراعا حتى قدموا علي بهم وبالمسارعة إلى طاعة الله حتى نزلت ظهر البصرة فأعذرت بالدعاء وأقمت الحجة وأقلت العثرة والزلة من أهل الردة من قريش وغيرهم واستعتبتهم عن نكثهم بيعتي وعهد الله لي عليهم فأبوا إلا قتالي وقتال من معي والتمادي في البغي فناهضتهم بالجهاد وقتل من قتل منهم وولى إلى مصرهم من ولى فسألوني ما دعوتهم إليه من كف القتال فقبلت منهم وغمدت السيوف عنهم وأخذت بالعفو فيهم وأجريت الحق والسنة بينهم واستعملت عبد الله بن عباس على البصرة وأنا سائر إلى الكوفة إن شاء الله تعالى وقد بعثت إليكم زجر بن قيس الجعفي لتسألونه يخبركم عنا وعنهم وردهم الحق علينا وردهم الله وهم كارهون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكتب عبد الله بن أبي رافع في جمادى الأولى سنة ست وثلاثين.