الأرض وفي الناس من هو شر منه.
فقال (ع) والله لئن بقيت يا عثمان ليقول الناس فيك ما هو شر من هذا ولما كان من عثمان من تفريق ما في بيت المال على أوليائه وأقربائه وإخراج خمس مال إفريقية إلى مروان بن الحكم وتسويغه إياه (1) وجاءه زيد بن ثابت بمائة ألف درهم من بيت المال وإقطاعه من أقطع من أرض المسلمين وإجازته الشعراء بكثير من مال المسلمين أعظم المسلمون ذلك وفزعوا إلى علي (ع) فدخل عليه ووعظه وذكر له ما عليه المسلمون من إنكاره بما عمله فسكت عثمان ولم يجبه بحرف فلما طال على أمير المؤمنين سكوته قال له بماذا أرجع إلى المسلمين عنك؟
ألك عذر فيما فعلت؟ قال انصرف يا ابن أبي طالب فسأخرج إلى المسجد وتسمع مني جواب ما سألت عنه.
ثم خرج عثمان بعد وقت العصر حتى صعد المنبر واجتمع المسلمون لسماع كلامه فقال: معشر الناس قد بلغني خوضكم في بري أهل بيتي ووصلي لهم وحباي لمن حبوت من أهلي وأوليائي وأقربائي أن رسول الله من بني هاشم فحبا أهله ووصلهم وجعل لهم الخمس نصيبا ووفره عليهم ونحلهم صفو الأموال وأغناهم عن السؤال وأن أبا بكر حبا أهله وخصهم بما شاء من المال وأن عمر حبا بني عدي واصطفاهم وخصهم بالإكرام والإعظام وأعطاهم ما شاء من المال وإن بني أمية وعبد شمس أهلي وخاصتي وأنا أخصهم بما شئت من المال أما والله لو قدرت على مفاتيح الجنة لسلمتها إلى بني أمية على رغم أنف من رغم.
فقام عمار بن ياسر فأخذ بطرف أنفه وقال والله إن أنفي أول أنف يرغم بذلك.