المعتزلة وشاهدا ببطلان ما ادعوه من توبته.
قتل الزبير بن العوام:
روى المفضل بن فضالة عن سويد بن الهادي عن محمد بن إبراهيم قال هرب الزبير على فرس له يدعى (ذا الجمار) حتى وقع بسفوان فمر بعبد الله بن سعيد المجاشعي وابن مطرح السعدي فقالا له يا حواري رسول الله أنت في ذمتنا لا يصل إليك أحد فأقبل معهما فهو ليسير مع الرجلين إذ أتى الأحنف بن قيس رجل فقال أريد أن أسر إليك سرا ادن مني فدنا منه فقال يا أبا الحسن هذا الزبير قد هرب وإني رأيته بين رجلين من بني مجاشع ومنقر أظنه يريد التوجه إلى المدينة فرفع الأحنف صوته وقال ما أصنع إن كان الزبير قد ألقى الفتنة بين المسلمين حتى ضرب بعضهم بعضا ثم هو يريد أن يرجع إلى أهله إلى المدينة سالما فسمعه ابن جرموز فنهض ومعه رجل يقال له فضالة ابن محابس وعلما أن الأحنف إنما رفع صوته يذكر الزبير لكراهته أن يسلم وإيثاره أن يقتل فاتبعاه جميعا فلما رآهما من كان مع الزبير قالوا له هذا ابن جرموز وإنا نخافه عليك فقال لهم الزبير أنا أكفيكم ابن جرموز وأنتم اكفوني ابن محابس فحمل عمير على الزبير وعطف عليه وقال يا فضالة أعني فإن الرجل قاتلي فأعانه وحمل ابن جرموز فقتله واحتز رأسه وأتى به الأحنف بن قيس ثم إلى أمير المؤمنين (ع) فلما رآه العسكر أنكروه وقالوا له من أنت؟ قال أنا رسول الأحنف بن قيس فمن قائل يقول مرحبا بك وبمن جئت من عنده ومن قائل يقول لا مرحبا بك ولا بمن جئت من عنده حتى انتهى إلى فسطاط أمير المؤمنين (ع) فخرج إليه رجل ضخم طوال عليه درع يتجسس فإذا هو الأشتر فقال من أنت؟ قال أنا رسول الأحنف فقال مكانك حتى استأذن لك فاستأذن له فدخل وأمير المؤمنين