ذلك وعلمه بها وأحاطته بجميع ما كان منها ولإقامة الحجة على قارفيه بذمه في بطلان تزويرهم له وإيضاحه عن بهتانهم فيه عليه وليس ذلك بمناف لرأيه الذي بينا عنه وشرحناه ولنا في أحكام قتل عثمان وخاذليه وحاصريه ما سننبه عنه شافعا لهذا الفصل إن شاء الله.
الآراء في أحداث عثمان:
فصل: إعلم علمك الله الخير وجعلك من أهله ووفقك لما يرضيه أنني لم أجد أحدا حقق القول في آراء المنكرين على عثمان ما فعله من الأحداث ولا صوب مذهبهم في ذلك وأكثر من قال منهم قولا فهو مسند له إلى ظن تضعيف إمارته أو إلى عقد يسبق في ذلك كانوا على مذاهب وآراء متباينة وأغراض متنافية طائفة منهم تعلقوا عليه بأحداث لم ينكروا مثلها من غيره طمعا فيه واستقصاء مقاله وقصدوا إلى تقلد الأمر من بعده ونيل الرياسة بخلعها منه وقتله فمن هذه الطائفة من قدمنا من ذكر طلحة والزبير في حصر عثمان وتولى ذلك بنفسه وأعوانه وتغلب على بيت المال في حياته وجعل لأقفال أبوابه مفاتيح في يديه واجتهاده في سفك دمه بمنع الماء عنه وسعيه في إتلافه بذلك فلما تم الأمر في قتل الرجل تطاول منهم من تطاول الأمر وظن أنه مختار متابع فبطل زعمه بانصراف الناس إلى غيره واختيارهم سواه فلما فاته ما كان أمله ورجاه بالسعي الذي سعاه وانقياده لبيعة الإمام، أما طمعا أو خوفا فتعقب الرأي ونكث البيعة وخرج عن العهدة وفارق الإسلام ونصب الحرب له حتى آل أمره في ذلك إلى ما آل، ومنهم طائفة أرغمها عثمان بمنعه لها المراد منه وردها عن طلباتها وأبطل رسومها فحقدت عليه لذلك وسعت في خلعه وسفك دمه وظنت أن الأمر يصير من بعده إلى من يتمكن من قياده ويجبها إلى ملتمسها فلما تم ما سعت فيه فات القوم الذي رجت