عائشة وأخبرتها فقالت ادخلها فدخلت فوضعته بين يدي عائشة ووضعته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فأكل منه فقال يا ليت أمير المؤمنين وسيد المرسلين وإمام المتقين يأكل معي فقالت عائشة ومن ذلك؟ فجاء جاء فدق الباب فخرجت إليه فإذا هو علي بن أبي طالب (ع) فرجعت إليه فقلت هذا علي بالباب فقال ادخله فلما دخل قال له أهلا لقد تمنيتك حتى لو أبطيت لسألت الله أن يأتيني بك اجلس فكل معي فجلس معه ورأيت النبي صلى الله عليه وآله ينظر إليه ويقول قاتل الله من يقاتلك وعادى الله من عاداك فقالت عائشة من يقاتله ويعاديه فقال لها أنت ومن معك.
وهذا الحديث يدل على عداوتها له من حيث استفهمته عما تعلمه على وجه الإنكار ودعائه في آخر القول على من يقاتله ويعاديه لعلمه بما يكون منها من القتال أيضا ودعائه على من عاداه ليبين فضيلته وما هي عليه من البغض والشنآن له ويزيل الشبهة عن الأمة في حقه وصوابه وباطل عدوه في خلافه له وعناده.
ومن ذلك ما رواه غير واحد عن الأرقم بن شرحبيل عن عبد الله بن العباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضه الذي توفى فيه ابعثوا إلى علي وادعوه فقالت عائشة لو بعثت إلى أبي بكر وقالت حفصة لو بعثت إلى عمر فبعثنا إلى أبي بكر وعمر فلما حضرا فتح النبي عينيه فرأهما فقال انصرفا فإن تكن لي حاجة بعثت إليكما.
وروى إسحاق عن عكرمة عن عبد الله بن العباس قال أغمي على النبي صلى الله عليه وآله ثم أفاق فقال ادعوا لي أخي فأمرت عائشة أن يدعوا أبا بكر فدخل فلما رآه رسول الله أعرض عنه فقالت أم سلمة ادعوا له عليا فإنه أخوه وحبيبه فدعوه فجاء حتى جلس بين يديه فلما رآه أدناه وناجاه طويلا وهذا الحديث مع استقامته وكثرة رواته وظهوره في الخاصة والعامة يدل على عداوتها له وحسدها عليه.