ولما رأى أمير المؤمنين المسير طالبا للقوم ركب جملا أحمر وراجزه يقول (1):
سيروا أبابيل وحثوا السيرا * كي تلحقوا طلحة والزبيرا إذ جلبا شرا وعافا خيرا * يا رب أدخلهم غدا سعيرا وسار مجدا في السير حتى بلغ (الربذة) فوجد القوم قد فاتوا فنزل بها قليلا ثم توجه نحو البصرة والمهاجرون والأنصار عن يمينه وشماله محدقون به مع من سمع بمسيرهم فأتبعهم حتى نزل (بذي قار) فأقام بها.
كتاب علي إلى أبي موسى الأشعري:
ثم دعا هاشم بن عتبة المرقال وكتب معه كتابا إلى أبي موسى الأشعري وكان بالكوفة من قبل عثمان أن يوصل الكتاب إليه ليستنفر الناس منها إلى الجهاد معه وكان مضمون الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم: من علي أمير المؤمنين إلى عبد الله بن قيس: أما بعد فإني أرسلت إليك هاشم بن عتبة المرقال لتشخص معه من قبلك من المسلمين ليتوجهوا إلى قوم نكثوا بيعتي وقتلوا شيعتي وأحدثوا في هذه الأمة الحدث العظيم فأشخص الناس إلى معه حين يقدم بالكتاب عليك فلا تحبسه فإني لم أقرك في المصر الذي أنت فيه إلا أن تكون من أعواني وأنصاري على هذا الأمر والسلام.