عثمان وكان أهلا لذلك فبايعناه وسمعنا له وأطعناه فأحدث بعد ذلك إحداثا لم تكن على عهد أبي بكر وعمر فكرهها الناس منه ولم يكن لنا بد مما صنعناه.
وأخذ هذا الرجل الأمر دوننا من غير مشورتنا وتغلب عليه ونحن فيه وهو شرع سواء فأتى بنا إليه ونحن أكره الناس إليه واللح على أعناقنا فبايعناه كرها والذي نطلب منه أيها الناس الآن أن يدفع إلى ورثة عثمان قاتليه فإنه قتل مظلوما ويخلع هذا الأمر ويعتزله ليتشاور المسلمون فيمن يكون إماما كسنة عمر بن الخطاب فإذا استقام رأينا ورأى أهل الإسلام على رجل بايعناه.
فلما فرغ من كلامه قام عظيم من عظماء عبد القيس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
أيها الناس أنه قد كان وال هذا الأمر وقوامه المهاجرون والأنصار بالمدينة ولم يكن لأحد من أهل الأمصار أن ينقضوا ما أبرموا ولا يبرموا ما نقضوا فكانوا إذا رأوا رأيا كتبوا به إلى الأمصار فسمعوا لهم وأطاعوا وأن عائشة وطلحة والزبير كانوا أشد الناس على عثمان حتى قتل وبايع الناس عليا وبايعه في جملتهم طلحة والزبير فجاءنا نبأهما بيعتهما له فبايعناه فوالله لا نخلع خليفتنا ولا ننقض بيعتنا.
فصاح عليه طلحة والزبير وأمرا بقرض لحيته فنتفوها حتى لم يبق منها شئ.
وقام رجل من بني جشم فقال:
أيها الناس أنا فلان بن فلان فاعرفوني وإنما أنتسب لهم ليعلموا أن له عشيرة تمنعه فلا يعجل عليه من لا يوافقه كلامه قال أيها الناس أن هؤلاء القوم إن كانوا جاؤكم يطلبون بدم عثمان فوالله ما نحن قتلنا عثمان وإن كانوا جاؤكم خائفين فوالله ما جاؤوا إلا من حيث يأمن الطير