وولى الدبر يوم التقى الجمعان فقال له عثمان أما والله لئن وليتها لأردنك إلى ربك الأول، ولما صفق عبد الرحمن يده على يد عثمان نهض أمير المؤمنين (ع) وقال مال الرجل إلى صهره ونبذ دينه وراء ظهره وأقبل على عبد الرحمان فقال والله ما أملت منه إلا ما أمل صاحبك من صاحبه دق الله بينكما عطر منشم (1) وانصرف مظهرا للتنكير على عبد الرحمن واعتزل بيعة عثمان فلم يبايعه حتى كان من أمره مع المسلمين ما كان وقد عرفت الخاصة والعامة ما أظهره أمير المؤمنين (ع) من كراهته من تقدم عليه وتظلمه منهم.
فقال في مقام بعد مقام: اللهم إني أستعيذك على قريش فإنهم ظلموني حقي ومنعوني إرثي وتمالؤا علي.
وقال (ع) لم أزل مظلوما منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله.
وقال وقد عهد إلى رسول الله أن الأمة ستغدر بي من بعده.
وقال اللهم أجز قريشا عني الجوازي فقد قطعت رحمي ودفعتني عن حقي وأغرت بي سفهاء الناس وخاطرت بدمي (2).
خطبة علي يوم البيعة:
فصل: ولما أفضى الأمر إليه رقى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال