فحاججناهم إلى الله فنصرنا الله عليهم وقتل طلحة والزبير وقد تقدمت إليهما بالنذر وأشهدت عليهما صلحاء الأمة ومكنتهما في البيعة فما أطاعا المرشدين ولا أجابا الناصحين ولاذ أهل البغي بعائشة فقتل حولها جم لا يحصى عددهم إلا الله ثم ضرب الله وجه بقيتهم فأدبروا فما كانت ناقة الحجر بأشأم منها على أهل ذلك المصر مع ما جاءت به من الحوب الكبير في معصيتها لربها ونبيها من الحرب واغترار من اغتر بها وما صنعته من التفرقة بين المؤمنين وسفك دماء المسلمين لا بينة ولا معذرة ولا حجة لها فلما هزمهم الله أمرت أن لا يقتل مدبرا ولا يجهز على جريح ولا يهتك ستر ولا يدخل دار إلا بإذن أهلها وقد آمنت الناس واستشهد منا رجال صالحون ضاعف الله لهم الحسنات ورفع درجاتهم وأثابهم ثواب الصابرين وجزاهم من أهل مصر عن أهل بيت نبيهم أحسن ما يجزي العاملين بطاعته والشاكرين لنعمته فقد سمعتم وأطعتم ودعيتم فأجبتم فنعم الإخوان والأعوان على الحق أنتم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتب عبد الله بن أبي رافع في رجب سنة ست وثلاثين.
سيرته في أهل البصرة:
روى مطر بن خليفة عن منذر الثوري قال لما انهزم الناس يوم الجمل أمر أمير المؤمنين عليه السلام مناديا ينادي أن لا تجهزوا على جريح ولا تتبعوا مدبرا وقسم ما حواه العسكر من السلاح والكراع.
وروى سفيان بن سعد قال قال عمار لأمير المؤمنين (ع) ما ترى في سبى الذرية قال ما أرى عليهم من سبيل إنما قاتلنا من قاتلنا ولما قسم ما حواه العسكر قال له بعض القراء من أصحاب أقسم من ذراريهم لنا وأموالهم وإلا فما الذي أحل دماءهم ولم يحل أموالهم فقال عليه السلام