ومروان بن الحكم وعبد الله بن الزبير حتى أتوا دار الإمارة فسألوا عثمان بن حنيف الخروج عنها فأبى عليهم ذلك واجتمع إليه أنصاره وزمرة من أهل البصرة فاقتتلوا قتالا شديدا حتى زالت الشمس وأصيب يومئذ من عبد القيس خاصة خمسمائة شيخ مخضوب من أصحاب عثمان ابن حنيف وشيعة أمير المؤمنين سوى من أصيب من ساير الناس وبلغ الحرب بينهم التزاحف إلى (مقبرة بني مازن) ثم خرجوا على مسناة البصرة حتى انتهوا إلى (الزابوقة) وهي ساحة دار (الرزق) (1) فاقتتلوا قتالا شديدا كثر فيه القتلى والجرحى من الفريقين ثم إنهم تداعوا إلى الصلح ودخل بينهم الناس لما رأوا من عظيم ما ابتلوا به فتصالحوا على أن لعثمان بن حنيف دار الإمارة والمسجد وبيت المال ولطلحة والزبير وعائشة ما شاؤوا من البصرة ولا يحاجوا حتى يقدم أمير المؤمنين (ع) فإن أحبوا عبد ذلك الدخول في طاعته وإن أحبوا أن يقاتلوا، وكتبوا بذلك كتابا بينهم وأوثقوا فيه العهود وأكدوها وأشهدوا الناس على ذلك (2) ووضع السلاح وآمن عثمان بن حنيف على نفسه وتفرق الناس عنه.
وطلب طلحة والزبير وأصحابهما عثمان حتى أتوا دار الإمارة وعثمان ابن حنيف غافل عنهم وعلى باب الدار السبابجة يحرسون بيوت الأموال