ومن معهما وهم في كثرة من الناس قد انضم إليهم الجمهور واقتتلوا قتالا شديدا حتى كثرت بينهم الجرحى والقتلى وبرز إلى حكيم بن جبلة رجل من القوم فضربه بالسيف فقطع رجله فتناولها حكيم بيده ورماه بها فصرعه (1).
ثم صار إلى حكيم أخوه المعروف بالأشرف فقال من أصابك؟
فأشار إلى الذي ضربه فأدركه الأشرف (2) فخبطه بالسيف حتى قتله وتكاثر الناس عليه وعلى أخيه حتى قتلوهما وتفرق الناس.
ورجع طلحة والزبير ونزلا دار الإمارة وغلبا على بيت المال فتقدمت عائشة وحملت مالا منه لتفرقه على أنصارها فدخل عليها طلحة والزبير في طائفة معهما واحتملا منه شيئا كثيرا فلما خرجا نصبا على أبوابه الأقفال ووكلا به من قبلهما قوما فأمرت عائشة بختمه فبرز لذلك طلحة ليختمه فمنعه الزبير وأراد أن يختمه الزبير دونه فتدافعا فبلغ عائشة ذلك فقالت يختمها عني ابن أختي عبد الله بن الزبير فختم يومئذ بثلاثة ختوم.
ثم قال طلحة والزبير ما تأمرين في عثمان؟ فإنه لما به فقالت اقتلوه قتله الله وكانت عندها امرأة من أهل البصرة فقالت لها يا أماه أين يذهب بك أتأمرين بقتل عثمان بن حنيف وأخوه سهل على المدينة وله مكانة من الأوس والخزرج ما قد علمت والله لئن فعلت ذلك ليكونن له صولة بالمدينة يقتل فيها ذراري قريش فآب إلى عائشة رأيها وقالت