قطعاني وظلماني ونكثا بيعتي فاحلل ما عقدا وانكث ما أبرما ولا تغفر لهما أبدا وأرهما المساءة فيما عملا وأملا.
فقام الأشتر رضي الله عنه فقال: خفض عليك يا أمير المؤمنين فوالله ما أمر طلحة والزبير علينا بمحيل لقد دخلا في هذا الأمر اختيارا ثم فارقانا على غير جور عملناه ولا حدث في الإسلام أحدثناه; ثم أقبلا يثيران الفتنة علينا تائهين جائرين ليس معهما حجة ترى ولا أثر يعرف لقد لبسا العار وتوجها لمحو الديار، فإن زعما أن عثمان قتل مظلوما فليستقد آل عثمان منهما فأشهد أنهما قتلاه وأشهد الله يا أمير المؤمنين لئن لم يدخلا فيما خرجا منه ولم يرجعا إلى طاعتك وما كانا عليه لنلحقهما بابن عفان.
أبو التيهان:
وقام أبو الهيثم بن التيهان رحمه الله وقال يا أمير المؤمنين صبحهم الله بما يكرهون فإن أقبلوا قبلنا منهم وإن أدبروا لنجاهدنهم فلعمري ما قوم قتلوا النفس التي حرم الله قتلها وأخذوا الأموال وأخافوا أهل الإيمان بأهل أن يكف عنهم، فأقبل أمير المؤمنين (ع) على عدي بن حاتم فقال له يا عدي أنت شاهد لنا وحاضر معنا وما نحن فيه.
عدي بن حاتم:
فقال عدي شهدتك أو غبت عنك فأنا عندما أحببت هذه خيولنا معدة ورماحنا محددة وسيوفنا محمرة فإن رأيت أن نتقدم تقدمنا وإن رأيت أن نحجم أحجمنا نحن طوع لأمرك فأمر بما شئت نسارع إلى امتثال أمرك.