قطع نساه فنزف الدم حتى مات.
وروى أبو سهل عن الحسن قال لما رمي طلحة ركب بغلا وقال لغلامه التمس لي مكانا أدخل فيه فقال الغلام ما أدري أين أدخلك فقال طلحة ما رأيت كاليوم أضيع من دم شيخ مثلي وقال الحسن وكان أمر الله قدرا مقدورا.
وفي رواية علي بن زيد بن جذعان قال لما بلغ طلحة إن الزبير قد اندفع ذهب في طلبه وقد التقى وهم لا يعلمون برجوع الزبير فمر مروان ابن الحكم فرآه فقال لا أطلب ثاري بدم عثمان بعد اليوم والله وقاتل عثمان بين أعجاز الإبل وصدورها ثم رماه بسهم فقتله.
وفي رواية سفيان بن عنبسة عن أبي موسى عن الحسن بن أبي الحسن قال خرج طلحة بن عبد الله من رساتيق أقطعه إياها عثمان إذ كان يقبضها ينيخ بها ألف راكب ثم يروحون فلم يعرف له ذلك حتى سعى في دمه فلما كان يوم البصرة خرج للقتال وقد لبس درعا استجن به من السهام إذ أتاه سهم فأصابه وكان أمر الله قدرا مقدورا ورأيته يقول حين أصابه السهم ما رأيت كاليوم مصرع شيخ أضيع من مصرعي قال الحسن وقد كان قبل ذلك جاهد جهادا مع رسول الله ووقاه بيده فضيع أمر نفسه ولقد رأيت قبره مأوى الشقاء فيضع عنده قريبه ثم يقضي عنده حاجته فما رأيت أعجب من هؤلاء القوم.
وأما الزبير فإنه أتى حيا من أحياء العرب فقال أجيروني وقد كان قبل ذلك يجير ولا يجار عليه ثم قال الحسن وما الذي أخافك والله ما أخافك إلا ابنك قال فأتبعه ابن جرموز في تلول من أتاليل العرب والله ما رأيت مثله قط ضاع دمه وهذا قبره (بوادي السباع) (1) مخراة