متكئ وبين يديه ترس عليه أقراص من طعام الشعير فسلم عليه وهناه بالفتح عن الأحنف وقال أنا رسوله وقد قتلت الزبير وهذا رأسه وسيفه فألقاهما بين يديه فقال عليه السلام كيف قتلته وما كان من أمره فحدثنا كيف صنعك به ثم قال ناولني سيفه فناوله فاستله وقال سيف أعرفه أما والله لقد قاتل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله غير مرة ولكنه الحين ومصارع السوء.
وفي رواية منصور بن أبي الأسود عن عطاء بن السائب عن أبي البحتري قال لما بعث الأحنف بن قيس إلى أمير المؤمنين (ع) برأس الزبير وسيفه وجاءه الرسول يهنئه بالفتح تلا: (الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم (1).
وفي رواية أخرى عن زيد بن فراس عن غزال بن مالك قال لما قتل الزبير وجئ برأسه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال أما والله لولا ما كان من أمر حاطب بن أبي بلتعة ما اجترأ طلحة والزبير على قتالي وإن الزبير كان أقرب إلي من طلحة وما زال منا أهل البيت حتى بلغ ابنه فقطع بيننا.
وفي رواية عبد الله بن جبير عن ابن أبي عون قال سمعت مروان ابن الحكم يقول لما كان يوم الجمل قلت والله لأدركن ثأر عثمان فرميت طلحة بسهم فقطعت نساه وكان كلما شد الموضع غلب الدم عليه وألمه فقال لغلامه دعه فهو سهم أرسله الله إلي ثم قال له ويلك أطلب لي موضعا احترز به فلم يجد له مكانا فاحتمله عبد الله بن معمر فأدخله بيت أعرابية ثم ذهب فصبر هنيئة ورجع فوجده قد مات وهرب الزبير فأراد المدينة حتى أتى وأدى السباع فرفع الأحنف صوته وقال ما أصنع بالزبير قد لف بين عارين من الناس حتى قتل بعضهم بعضا وهو يريد