يسير بي حتى أتينا عائشة فسمعت سب عثمان علانية فبكيت وقلت لا أقيم ببلد يسب فيه عثمان علانية فامتنعت منهم وأخذت راحلة منهم فإذا رجل يحيد مني وأنا أحيد منه فإذا هو عبد الرحمن بن الحرث وأبصرت رجلا مغلولا لفرسه فقلت هذا والله فرس الزبير فأردت قتله فقال عبد الرحمن لا تعجل عليه فإنه لن يفلتنا فإذا هو غلام الزبير قد أقبل فقلت له أين الزبير؟ فقال لا أدري فعلمت أن الزبير قد قتل.
وروى محمد بن عبد الله بن عبيد الله عن عمر بن دينار عن صفوان قال لما تصاف الناس يوم الجمل صاح صايح من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يا معاشر شباب قريش أراكم قد لححتم وغلبتم على أمركم هذا وإني أنشدكم الله أن تحقنوا دماءكم ولا تقتلوا أنفسكم اتقوا الأشتر النخعي وجندب بن زهير العامري فإن الأشتر يشمر درعه حتى تتبعوا أثره وإن جندبا يخرم درعه حتى يشمر عنه وفي رايته علامة حمراء فلما التقى الناس أقبل الأشتر وجندب قبال الجمل يرفلان في السلاح حتى قتلا عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد ومعبد بن زهير بن خلف بن أمية وعمد جندب لابن الزبير فلما عرفه قال أتركك لعائشة.
وروى محمد بن عبد الله بن عبيد بن وهب قال قطعت يوم الجمل يد عبد الرحمن وفيها الخاتم فأخذه بشر فطرحه باليمامة فأخذه أهل اليمامة واقتلعوا حجره وكان ياقوتا فابتاعه رجل منهم بخمسمائة دينار فقدم به مكة فباعه بربح عظيم.
وروى محمد بن موسى عن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال سمعت معاذ ابن عبد الله التميمي وكان قد حضر الجمل يقول لما التقينا واصطففنا نادى منادي علي بن أبي طالب يا معاشر قريش اتقوا الله على أنفسكم فإني أعلم أنكم قد خرجتم وظننتم أن الأمر لا يبلغ إلى هذا فالله الله في أنفسكم فإن السيف ليس له بقيا فإن أحببتم فانصرفوا حتى نحاكم هؤلاء