في ظاهر الحال مطاع معظم مسموع الأمر متبع في الرأي هذا مع هجره لعثمان أحيانا ومنازعته له حينا وصلحه أحيانا ومسالمته له حينا وتغليظ القول عليه أحيانا وسعيه في الصلح بينه وبين الناس زمانا وترك ذلك إلى الكف عنه زمانا هذا مع أن المحفوظ من قوله فيه بعد قتله مما تختلف ظواهره وتشتبه معانيه.
كقوله (ع): وقتا والله ما قتلت عثمان ولا مالئت في قتله.
وقوله (ع) حينا: الله قتل عثمان.
وقوله (ع) وقتا آخر: لو لم يدخل الجنة إلا قاتل عثمان لما دخلها ولو لم يدخل النار إلا قاتل عثمان لما دخلها.
وقوله (ع) وقتا آخر: والله ما غاضني قتل عثمان ولا سرني ولا أحببت ذلك ولا كرهته.
وقوله (ع): حينا آخر: أكبت الله قتلة عثمان.
وقوله (ع) عند مطالبة القوم بقتلة عثمان: من قتل عثمان فليقم فقام أربعة آلاف من الناس المتحيزين إليه فقال هؤلاء قتلة عثمان وكون قتلة عثمان خاصة أنصاره وأعوانه وأصحابه وإظهاره الولاية لهم والتعظيم والمودة والإكرام مع تقربهم إليه وائتمانه لهم.
وقوله (ع): اللهم اقتل قتلة عثمان في بر الأرض وبحرها في أمثال ما ذكرناه ولكن الأفعال والأقوال التي ذكرناها منه متلائمة غير مختلفة في معناها إذا دحض بعضها بعضا وحمل بعضها على بعض في الرأي الذي تقتضيه الأحوال ويوجبه النظر في العلم بالعواقب وتمام المصالح.
رأي الجاحظ في علي:
فصل: قد زعم الجاحظ أن أمير المؤمنين (ع) كان ممتحنا بعد