أزواجه وكانت عائشة بقرب رسول الله فلما رآني رحب وقال ادن مني يا علي ولم يزل يدنيني حتى أجلسني بينه وبينها فغلظ ذلك عليها فأقبلت إلي وقالت بسوء رأي النساء وتسرعهن إلى الخطاب ما وجدت لاستك يا علي موضعا غير موضع فخذي فزبرها النبي صلى الله عليه وآله وقال لها ألعلي تقولين هذا إنه والله أول من آمن بي وصدقني وأول الخلق وردا علي الحوض وهو أحق الناس عهدا إلي لا يبغضه أحد إلا أكبه الله على منخره في النار فازدادت بذلك غيضا علي.
ولما رميت بما رميت اشتد ذلك على النبي فاستشارني في أمرها فقلت له يا رسول الله سل جاريتها بريرة واستبرء الحال منها فإن وجدت عليها شيئا فخل سبيلها فالنساء كثيرة فأمرني أن أتولى مسألة بريرة واستبرء الحال منها ففعلت ذلك فحقدت علي والله ما أردت بها سوء لكني نصحت لله ولرسوله وأمثال ما ذكرت فإن شئتم فاسألوها ما الذي نقمت علي حتى خرجت مع الناكثين لبيعتي وسفك دماء شيعتي والتظاهر بين المسلمين بعداوتي إلا البغي والشقاق والمقت لي بغير سبب يوجب ذلك في الدين والله المستعان.
فقال القوم القول والله ما قلت يا أمير المؤمنين ولقد كشفت الغمة ولقد نشهد إنك أولى بالله ورسوله ممن عاداك فقال الحجاج بن عزمة الأنصاري في أبيات يتصل بما ذكرناه ويغني ما أثبتناه من هذه الجملة منها عن إيرادها.
قال الواقدي ولما فرغ أمير المؤمنين (ع) من أهل الجمل جاءه قوم من فتيان قريش يسألونه الأمان وأن يقبل منهم البيعة فاستشفعوا إليه بعبد الله بن العباس فشفعه وأمر لهم في الدخول عليه فلما مثلوا بين يديه قال لهم ويلكم يا معشر قريش علام تقاتلونني على أن حكمت فيكم بغير عدل أو قسمت بينكم بغير سوية أو استأثرت عليكم أو لبعدي عن