أرضكم قريبة من الماء; بعيدة من السماء، خفت عقولكم، وسفهت أحلامكم، شهرتم سيوفكم علينا، وسفكتم دماءكم، وخالفتم إمامكم، فأنتم أكلة الآكل، وفريسة الظافر، والنار لكم مدخر، والعار لكم مفخر، يا أهل البصرة: نكثتم بيعتي، وظاهرتم علي ذوي عداوتي، فما ظنكم يا أهل البصرة الآن؟.
فقام إليه رجل منهم فقال نظن خيرا يا أمير المؤمنين ونرى أنك ظفرت وقدرت فإن عاقبت فقد أجرمنا وإن عفوت فالعفو أحب إلى رب العالمين.
فقال (ع) قد عفوت عنكم فإياكم والفتنة فإنكم أول من نكث البيعة وشق عصا الأمة فارجعوا عن الحوبة وأخلصوا فيما بينكم وبين الله بالتوبة ولما فرغ (ع) من الخطبة وكلامه لأهل البصرة ركب بغلته واجتمع إليه جماعة من شرطة الخميس وطوايف.
أسباب بغض عائشة:
عن عمر بن أبان قال لما ظهر أمير المؤمنين على أهل البصرة جاءه رجال منهم فقالوا يا أمير المؤمنين ما السبب الذي دعا عائشة إلى المظاهرة عليك حتى بلغت من خلافك وشقاقك ما بلغت؟ وهي امرأة من النساء لم يكتب عليها القتال ولا فرض عليها الجهاد ولا أرخص لها في الخروج من بيتها ولا التبرج بين الرجال وليست مما تولته في شئ على حال فقال (ع) سأذكر أشياء حقدتها علي ليس في واحد منها ذنب إليها ولكنها تجرمت بها علي.
أحدها: تفضيل رسول الله لي على أبيها وتقديمه إياي في مواطن الخير عليه فكانت تضطغن ذلك ويصعب عليها وتعرفه منه فتتبع رأيه فيه وثانيها: لما آخى بين أصحابه آخى بين أبيها وبين عمر بن