وشيخنا فقال الأحنف أنا شيخكم المعصى وأنت الشاب المطاع أقعد في بيتك ولا تخرج مع طلحة والزبير فأبى أن يرضى ثم دعا تميما كلهم فبايعوه إلا نفر منهم فبلغ طلحة والزبير ما فعله الأحنف فبعثا إليه يستميلانه ويرومان أن يدخل في طاعتهما فقال اختاروا مني إحدى ثلاث خصال إما أن أقيم في بيتي واكف نفسي ولا أكون معكما ولا عليكما وإما أن ألحق بعلي بن أبي طالب وإما أن أأتي إلى الأهواز فأقيم بها فقالا ننظر في ذلك ثم استشارا من حضرهما فقالوا لهما أما علي فعدوكم ولاحظ في أن يكون معه الأحنف وأما الأهواز أن أتاها يلحق به كل من لا يريد القتال معكما منهم ولكن يكون قريبا منكما فإن تحرك وطأتماه على صماخه فأمراه بالقعود فأتى (وادي السباع) وأقام به (1).
ولما قدم رسول الأحنف على علي (ع) بما بذله من كف قومه عنه قال رجل يا أمير المؤمنين من هذا؟ قال أدهى العرب وخيرهم لقومه فقال كذلك هو وإني لأمثل بينه وبين المغيرة بن شعبة لزم الطائف فأقام بها ينتظر على من تستقيم الأمة فقال الرجل إني لأحسب أن الأحنف لأسرع إلى ما تحب من المغيرة فقال علي (ع) أجل ما يبالي المغيرة أي لواء رفع لواء ضلالة أو هدى، وروى الواقدي قال حدثني معمر بن راشد عن عمرو بن عبيد عن الحسن البصري قال أقبل أبو بكرة يريد أن يدخل مع طلحة والزبير في أمرهما فلما رأى عائشة تدبرهما رجع عنهما فقيل له ما لك لم تدخل معهما فقال رأيت امرأة تلي أمرهم وقد سمعت رسول الله يقول وقد ذكر ملكة سبأ فقال لا أفلح قوم تدبرهم امرأة فكرهت الدخول معهم.