عندي وعندكم حكم عدل وقد قال سبحانه في كتابه وقوله الحق:
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له وما لهم من دونه من وال.
وإني مخبركم عنا وعمن سرنا إليه من جموع أهل البصرة ومن سار إليهم من قريش وغيرهم مع طلحة والزبير ونكثهما علي ما قد علمتم من بيعتي وهما طايعان غير مكرهين فخرجت من عندكم بمن خرجت ممن سارع إلى بيعتي وإلى الحق حتى نزلت (ذا قار) فنفر معي من نفر من أهل الكوفة وقدم طلحة والزبير البصرة وصنعا بعاملي عثمان بن حنيف ما صنعا فقدمت إليهم الرسل وأعذرت كل الأعذار ثم نزلت ظهر البصرة فأعذرت بالدعاء وقدمت الحجة وأقلت العثرة والزلة واستعتبتهما ومن معهما ممن نكث بيعتي ونقض عهدي فأبوا إلا قتالي وقتال من معي والتمادي في الغي فلم أجد بدا في مناصفتهم بالجهاد فقتل الله من قتل منهم ناكثا وولى من ولى منهم وأغمدت السيوف عنهم وأخذت بالعفو فيهم وأجريت الحق والسنة في حكمهم واخترت لهم عاملا واستعملته عليهم وهو عبد الله بن عباس وإني سائر إلى الكوفة إن شاء الله تعالى.
وكتب عبد الله بن أبي رافع في جمادي الأولى سنة ست وثلاثين من الهجرة وكتب أمير المؤمنين عليه السلام إلى أم هاني بنت أبي طالب (1):
سلام عليك أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإنا التقينا مع البغاة والظلمة في البصرة فأعطانا الله تعالى النصر عليهم بحوله وقوته