ثم تقدم بين يدي وجرد سيفه وجعل يضرب به ورأيته قد ضرب رجلا فأبان زنده وقال الزم رأيتك يا بني فإن هذا ستكفاه فرمقت لضرب أبي ولحظته وإذا هو يورد السيف ويصدره ولا أرى فيه دما وإذا هو يسرع إصداره فيسبق الدم وأحدقنا بالجمل وصار القتل حوله واضطربنا أشد اضطراب رآه راء حتى ظننت أنه القتل وصاح أبي يا ابن أبي بكر اقطع البطان فقطعه وتلقوا الهودج فكأن والله الحرب جمرة عليها صب الماء.
وروى الواقدي قال ابن جريح كان محمد بن الحنفية يحمل راية أمير المؤمنين أبيه يوم الجمل ورأى منه بعض النكوص فأخذ الراية منه قال محمد فأدركته وعالجته على أن يردها فأبى علي طويلا ثم ردها وقال خذها أحسن حملها وتوسط أصحابك ولا تخفض عاليها واجعلها مستشرفة يراها أصحابك ففعلت ما قال لي فقال عمار يا أبا القاسم ما أحسن ما حملت الراية اليوم فقال له أمير المؤمنين عليه السلام بعد ماذا؟ فقال عمار ما العلم إلا بالتعلم.
وروى إبراهيم بن نافع عن سعيد بن أبي هند قال أخبرنا أصحابنا ممن حضر القتال يوم البصرة أن عليا قاتل يومئذ أشد القتال وسمعوه وهو يقول تبارك الله الذي أذن لهذه السيوف تصنع ما تصنع ونظر يومئذ إلى سفيان بن حويطب بن عبد العزي وهو يسترجع من الخوف وما التحم من الشر فقال له أمير المؤمنين (ع) انحز إلى أصحابي ولا تقتل فانحاز إليهم إلى أن حمل أصحاب الجمل على أمير المؤمنين (ع) حملة فإذا هو قد صار في حيزهم فحمل عليه رجل من همدان وعلي يصيح كف عنه والهمداني لا يفهم حتى قطعه إربا إربا فقال عليه السلام يا ويحه إن لفته السيوف وقد كان مقتله بغيضا.
وروى أبو الزياد عن هشام بن عروة عن أبيه عبد الله بن الزبير