يعتزل لنا نفسه فلم يفعل وأقام على أحداثه فاخترنا هلاكه على هلاك ديننا ودنيانا ولا يبعد الله إلا القوم الظالمين وقد جاءكم الله بأعظم الناس مكانا وأعظمهم في الإسلام سهما ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وأفقه الناس في الدين وأقرأهم للكتاب وأشجعهم عند اللقاء يوم البأس وقد استنفركم فما تنتظرون؟ أسعيد أم الوليد؟ الذي شرب الخمر وصلى بكم على سكر وهو سكران منها واستباح ما حرمه الله فيكم أي هذين تريدون قبح الله من له هذا الرأي ألا فانفروا مع الحسن ابن بنت نبيكم ولا يتخلف رجل له قوة فوالله ما يدري رجل منكم ما يضره وما ينفعه وإني لكم ناصح شفيق عليكم إن كنتم تعقلون أو تبصرون أصبحوا إن شاء الله غدا عادين مستعدين وهذا وجهي إلى ما هناك بالوفاء خطبة حجر بن عدي:
ثم قام حجر بن عدي الكندي وقال:
أيها الناس هذا الحسن بن أمير المؤمنين وهو من عرفتم أحد أبويه النبي صلى الله عليه وآله والآخر الإمام الرضي المأمون الوصي صلى الله عليهما الذين ليس لهم شبيه في الإسلام سيد شباب أهل الجنة وسيد سادات العرب أكملهم صلاحا وأفضلهم علما وعملا وهو رسول أبيه إليكم يدعوكم إلى الحق ويسألكم النصر السعيد من ودهم ونصرهم والشقي من تخلف عنهم بنفسه عن مواساتهم فانفروا معه رحمكم الله خفافا وثقالا واحتسبوا في ذلك الأجر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.
فأجاب الناس بأجمعهم بالسمع والطاعة.
وقد ذكر الواقدي أن عليا أنفذ إلى أهل الكوفة رسلا وكتب إليهم كتابا عند خروجه من المدينة وقبل نزوله بذي قار وقال في حديث آخر رواه أنه أنفذ إلى القوم من الربذة حين فاته رد طلحة والزبير