هذه الذرية لا سبيل عليها وهم في دار هجرة وإنما قتلنا من حاربنا وبغى علينا وأما أموالهم فهي ميراث لمستحقيها من أرحامهم فقال عمار رحمه الله لا نتبع مدبرهم ولا نجهز على جريحهم فقال (ع) لا لأني آمنتهم.
وروى سعد بن جشم عن خارجة عن مصعب عن أبيه قال شهدنا مع أمير المؤمنين (ع) الجمل فلما ظفرنا بهم خرجنا في طلب الطعام فجعلنا نمر بالذهب والفضة فلا نتعرض له وإذا وجدنا الطعام أصبنا منه قال وقسم علي (ع) ما وجده في العسكر من طيب بين نسائنا وقال (ع) مروا نساء هؤلاء المقتولين من أهل البصرة أن يعتدن منهم ولنقسم أموالهم في أهليهم فهي ميراث لهم على فريضة من الله قال وكان إذا أتى بأسير منهم فإن كان قاتل قتله وإن لم تقم عليه بينة بالقتل أطلقه ولما قسم ما حواه العسكر أمر بفرس فيه كادت أن تباع فقام إليه رجل قال يا أمير المؤمنين هذه الفرس لي كانت وإنما أعرتها لفلان ولم أعلم أنه يخرج عليها فسأله البينة على ذلك فأقام البينة إنها عارية فردها وقسم ما سوى ذلك.
ذمه أهل البصرة:
وروى نصر بن عمر بن سعد عن أبي خالد عن عبد الله بن عاصم عن محمد بن بشير الهمداني عن الحرث بن سريع قال لما ظهر أمير المؤمنين (ع) على أهل البصرة وقسم ما حواه العسكر قام فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله وقال:
أيها الناس أن الله عز وجل ذو رحمة واسعة ومغفرة دائمة لأهل طاعته وقضى أن نقمته وعقابه على أهل معصيته يا أهل البصرة يا أهل المؤتفكة؟ ويا جند المرأة؟ وأتباع البهيمة رغا فرجفتم، وعقر فانهزمتم أحلامكم دقاق، وعهدكم شقاق، ودينكم نفاق، وأنتم فسقة مراق