بذلك، فصدقوه (1).
ذكر ذلك القمي في تفسيره، ونقله عنه الطبرسي في " إعلام الورى " والقطب الراوندي في " قصص الأنبياء " ولم يتبعه تلميذه ابن شهرآشوب في " مناقب آل أبي طالب " بل قال: كان النبي يعرض نفسه على قبائل العرب في الموسم، فلقي رهطا من الخزرج ستة نفر، فقال: أفلا تجلسون أحدثكم؟
قالوا: بلى، فجلسوا إليه فدعاهم إلى الله وعرض عليهم الإسلام وتلا عليهم القرآن، فقال بعضهم لبعض: والله إنه للنبي الذي كان يوعدكم به اليهود، فلا تسبقنكم إليه (فصدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الاسلام) وقالوا له: إنا تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر مثل ما بينهم، فعسى أن يجمع الله بينهم بك، فسنقدم عليهم وندعوهم إلى أمرك (ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فان يجمعهم الله بك فلا رجل أعز منك، ثم انصرفوا عن رسول الله راجعين إلى بلادهم وقد آمنوا وصدقوا).
فلما كان العام المقبل أتى من الأنصار إلى الموسم اثنا عشر رجلا فلقوا النبي (صلى الله عليه وآله) فبايعوه على " بيعة النساء " (2) وبعث معهم مصعب بن عمير ابن هاشم يصلي بهم (فكان يصلي بهم ويقرئهم القرآن حتى سمي) بينهم بالمقرئ، وحتى لم تبق دار في المدينة إلا وفيها رجال ونساء مسلمون.
(وفي الموسم القادم) خرج جمع من الأنصار مع حجاج قومهم،