واجتمع سبعة نفر من قريش على نقضها وقالوا: أخرقها الله، وهم:
مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، الذي أجار النبي لما انصرف من الطائف. وزهير بن أبي أمية المخزومي زوج عاتكة بنت أبي طالب (1) وهشام ابن عمرو بن لؤي بن غالب، وأبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود ابن المطلب... وعزموا أن يقطعوا يمين كاتبها: منصور بن عكرمة، فوجدوها شلاء، فقالوا: قطعها الله.
وفي ذلك قال أبو طالب:
ألا هل أتى بحرينا صنع ربنا * على نأيهم؟ (2) والله بالناس أرود فيخبرهم: أن الصحيفة مزقت * وأن كل ما لم يرضه الله يفسد يراوحها إفك وسحر مجمع * ولم تلق سحرا آخر الدهر يصعد وله أيضا في ذلك:
وقد كان من أمر الصحيفة عبرة * متى ما يخبر غائب القوم يعجب محا الله منها كفرهم وعقوقهم * وما نقموا من ناطق الحق معرب وأصبح ما قالوا من الأمر باطلا * ومن يختلق ما ليس بالحق يكذب وأمسى ابن عبد الله فينا مصدقا * على سخط من قومنا، غير معتب وله أيضا في ذلك:
تطاول ليلي بهم نصب * ودمعي كسح السقاء السرب