فهذا خبر آخر عن مباشر آخر لم يعرف بأكثر من أنه عاشر عشرة من المدعوين من العشيرة الأقربين بني عبد المطلب، ومن أصحاب رسول الله. ويختلف عن خبر أبي رافع بإبدال موعد الدعوة من الشعب إلى منزل أبي طالب - ولا يهم هذا بعد أن كان منزل أبي طالب في شعبه لأكثر من عامين - ومن عدد الأربعين إلى العشيرة، وسيأتي الجمع بينهما، وبتفصيل أكثر أيضا.
ولكنه يشترك مع خبر أبي رافع في استبعاد أن تكون الدعوة للإعلان بالنبوة بعد الكتمان. بل تقريب أن تكون مسبوقة بالإعلان لا الكتمان، فقال الرسول لا زال لا يناسب ذلك.
سوى علي (عليه السلام) وهذين الصحابيين: أبي رافع ورجل من آل عبد المطلب لا نجد فيما بأيدينا من رواة الخبر مباشرا آخر. ولعله لدفع وهم عدم اشتهار القصة قال الشيخ الطبرسي في " مجمع البيان ": وقد فعل ذلك النبي واشتهرت القصة بذلك عند الخاص والعام.
ثم أورد عن الثعلبي في تفسيره الخبر المأثور عن البراء بن عازب الأنصاري - وهو ثالث صحابي راو للخبر غير مباشر فيه - قال: لما نزلت هذه الآية جمع رسول الله بني عبد المطلب - وهم يومئذ أربعون رجلا - الرجل منهم يأكل المسنة (الجفرة) ويشرب العس. فأمر عليا (عليه السلام) برجل شاة فأدمها (1)، ثم قال: ادنوا بسم الله، فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا، ثم دعا بقعب (2) من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم: اشربوا بسم