إلى مكانه الذي كان فيه من خطبته * قال أبو مخنف وحدثنا عن القاسم بن الوليد أن حكيم بن عبد الرحمن بن سعيد البكائي كان يرى رأى الخوارج فأتى عليا ذات يوم وهو يخطب فقال " ولقد أوحى إليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين " فقال على " فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون " * حدثنا أبو كريب قال حدثنا ابن إدريس قال سمعت إسماعيل ابن سميع الحنفي عن أبي رزين قال لما وقع التحكيم ورجع على من صفين رجعوا مباينين له فلما انتهوا إلى النهر أقاموا به فدخل على في الناس الكوفة ونزلوا بحروراء فبعث إليهم عبد الله بن عباس فرجع ولم يصنع شيئا فخرج إليهم على فكلمهم حتى وضع الرضا بينه وبينهم فدخلوا الكوفة فأتاه رجل فقال إن الناس قد تحدثوا أنك رجعت لهم عن كفرك فخطب الناس في صلاة الظهر فذكر أمرهم فعابه فوثبوا من نواحي المسجد يقولون لا حكم إلا لله واستقبله رجل منهم واضع أصبعه في أذنيه فقال " ولقد أوحى إليك والى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين " فقال على " فاصبر ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون " * حدثنا أبو كريب قال حدثنا ابن إدريس قال سمعت ليث بن أبي سليم يذكر عن أصحابه قال جعل على يقلب بيديه يقول بيديه هكذا وهو على المنبر فقال حكم الله عز وجل ينتظر فيكم مرتين ان لكم عندنا ثلاثا لا نمنعكم صلاة في هذا المسجد ولا نمنعكم نصيبكم من هذا الفئ ما كانت أيديكم مع أيدينا ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا * قال أبو مخنف عن عبد الملك بن أبي حرة أن عليا لما بعث أبا موسى لا نفاد الحكومة لقيت الخوارج بعضها بعضا فاجتمعوا في منزل عبد الله بن وهب الراسبي فحمد الله عبد الله ابن وهب وأثنى عليه ثم قال أما بعد فوالله ما ينبغي لقوم يؤمنون بالرحمن وينيبون إلى حكم القرآن أن يكون هذه الدنيا التي الرضا بها والركون بها والايثار إياها عناء وتبار آثر عندهم من الامر بالمعروف والنهى عن المنكر والقول بالحق وان من وضر فإنه من يمن ويضر في هذه الدنيا فإن ثوابه يوم القيامة رضوان الله عز وجل والخلود في جناته فاخرجوا بنا اخواننا من هذه القرية الظالم أهلها إلى بعض كور
(٥٤)