مناديه من أراد سلفا فليأخذ فأسلف كل من أتاه وخرج عباد عن سجستان فلما كان بجيرفت بلغه مكان سلم وكان بينهما جبل فعدل عنه فذهب لعباد تلك الليلة ألف مملوك أقل ما مع أحدهم عشرة آلاف قال فأخذ عباد على فارس ثم قدم على يزيد فقال له يزيد أين المال قال كنت صاحب ثغر فقسمت ما أصبت بين الناس قال ولما شخص سلم إلى خراسان شخص معه عمران بن الفصيل البرجمي وعبد الله بن خازم السلمي وطلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي والمهلب بن أبي صفرة وحنظلة بن عرادة وأبو حزابة الوليد بن نهيك أحد بنى ربيعة بن حنظلة ويحيى بن يعمر العدواني حليف هذيل وخلق كثير من فرسان البصرة وأشرافهم فقدم سلم بن زياد بكتاب يزيد بن معاوية إلى عبيد الله بن زياد بنخبة ألفى رجل ينتخبهم وقال غيره بل نخبة ستة آلاف قال فكان سلم ينتخب الوجوه والفرسان ورغب قوم في الجهاد فطلبوا إليه أن يخرجهم فكان أول من أخرجه سلم حنظلة بن عرادة فقال له عبيد الله بن زياد دعه لي قال هو بيني وبينك فان اختارك فهو لك وإن اختارني فهو لي قال فاختار سلمان وكان الناس يكلمون سلما ويطلبون إليه أن يكتبهم معه وكان صلة بن أشيم العدوي يأتي الديوان فيقول له الكاتب يا أبا الصهباء ألا أثبت اسمك فإنه وجه فيه جهاد وفضيل فيقول له أستخير الله وأنظر فلم يزل يدافع حتى فرغ من أمر الناس فقالت له امرأته معاذة ابنة عبد الله العدوية ألا تكتب نفسك قال حتى أنظر ثم صلى واستخار الله قال فرأى في منامه آتيا أتاه فقال له اخرج فإنك تربح وتفلح وتنجح فأتى الكاتب فقال له أثبتني قال قد فرغنا ولن أدعك فأثبته وابنه فخرج سلم فصيره سلم مع يزيد بن زياد فسار إلى سجستان * قال وخرج سلم وأخرج معه أم محمد ابنة عبد الله بن عثمان بن أبي العاص الثقفي وهى أول امرأة من العرب قطع بها النهر قال وذكر مسلمة بن محارب وأبو حفص الأزدي عن عثمان بن حفص الكرماني أن عمال خراسان كانوا يغزون فإذا دخل الشتاء قفلوا من مغازيهم إلى مرو الشاهجان فإذا انصرف المسلمون اجتمع ملوك خراسان في مدينة من مدائن خراسان مما يلي خارزم فيتعاقدون أن لا يغزو
(٣٦٢)