أبى النجود عن زر بن حبيش قال أول رأس رفع على خشبة رأس الحسين رضى الله عن الحسين وصلى الله على روحه (قال أبو مخنف) عن هشام بن الوليد عمن شهد ذلك قال أقبل الحسين بن علي بأهله من مكة ومحمد بن الحنفية بالمدينة قال فبلغه خبره وهو يتوضأ في طست قال فبكى حتى سمعت وكف دموعه في الطست (قال أبو مخنف) حدثني يونس بن أبي إسحاق السبيعي قال ولما بلغ عبيد الله إقبال الحسين بن مكة إلى الكوفة بعث الحصين بن نمير صاحب شرطه حتى نزل القادسية ونظم الخيل ما بين القادسية إلى خفان وما بين القادسية إلى القطقطانة وإلى لعلع وقال الناس هذا الحسين يريد العراق (قال أبو مخنف) وحدثني محمد ابن قيس أن الحسين أقبل حتى إذا بلغ الحاجر من بطن الرمة بعث قيس بن مسهر الصيداوي إلى أهل الكوفة وكتب معه إليهم بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين ابن علي إلى إخوانه من المؤمنين والمسلمين سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم واجتماع ملئكم على نصرنا والطلب بحقنا فسألت الله أن يحسن لنا الصنع وأن يثيبكم على ذلك أعظم الاجر وقد شخصت إليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية فإذا قدم عليكم رسولي فاكمشوا أمركم وجدوا فإني قادم عليكم في أيامى هذه إن شاء الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكان مسلم ابن عقيل قد كان كتب إلى الحسين قبل أن يقتل لسبع وعشرين ليلة أما بعد فان الرائد لا يكذب أهله إن جمع أهل الكوفة معك فأقبل حين تقرأ كتابي والسلام عليك قال فأقبل الحسين بالصبيان والنساء معه لا يلوى على شئ وأقبل قيس بن مسهر الصيداوي إلى الكوفة بكتاب الحسين حتى إذا انتهى إلى القادسية أخذه الحصين ابن نمير فبعث به إلى عبيد الله بن زياد فقال له عبيد الله اصعد إلى القصر فسب الكذاب ابن الكذاب فصعد ثم قال أيها الناس إن هذا الحسين بن علي خير خلق الله ابن فاطمة بنت رسول الله وأنا رسوله إليكم وقد فارقته بالحاجر فأجيبوه ثم لعن عبيد الله بن زياد وأباه واستغفر لعلي بن أبي طالب قال فأمر به عبيد الله
(٢٩٧)