وفهموا ما كتب به إليك وإن هذا الامر لم يكن نصره ولا خذلانه لكثرة ولا قلة وإنما هو دينه الذي أظهر وجنده الذي أعز وأيده بالملائكة حتى بلغ ما بلغ فنحن على موعود من الله والله منجز وعده وناصر جنده ومكانك منهم مكان النظام من الخرز يجمعه ويمسكه فإن انحل تفرق ما فيه وذهب ثم لم يجتمع بحذافيره أبدا والعرب اليوم وإن كانوا قليلا فهم كثير عزيز بالاسلام فأقم واكتب إلى أهل الكوفة فهم أعلام العرب ورؤساؤهم ومن لم يحفل بمن هو أجمع وأحد وأجد من هؤلاء فليأتهم الثلثان وليقم الثلث واكتب إلى أهل البصرة أن يمدوهم ببعض من عندهم فسر عمر بحسن رأيهم وأعجبه ذلك منهم وقام سعد فقال يا أمير المؤمنين خفض عليك فإنهم إنما جمعوا لنقمة (كتب إلي السري) عن شعيب عن سيف عن أبي بكر الهذلي قال لما أخبرهم عمر الخبر واسثشارهم وقال أوجزوا في القول ولا تطيلوا فتفشغ بكم الأمور واعلموا أن هذا يوم له ما بعده من الأيام تكلموا فقام طلحة ابن عبيد الله وكان من خطباء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشهد ثم قال أما بعد يا أمير المؤمنين فقد أحكمتك الأمور وعجمتك البلايا واحتنكتك التجارب وأنت وشأنك وأنت ورأيك لا ننبو في يديك ولا نكل عليك إليك هذا الامر فمرنا نطع وادعنا نجب واحمنا نركب ووفدنا نفد وقدنا ننقد فإنك ولي هذا الامر وقد بلوت وجربت واختبرت فلم ينكشف شئ من عواقب قضاء الله لك إلا عن خيار ثم جلس فعاد عمر فقال إن هذا يوم له ما بعده من الأيام فتكلموا فقام عثمان ابن عفان فتشهد وقال أرى يا أمير المؤمنين أن تكتب إلى أهل الشأم فيسيروا من شأمهم وتكتب إلى أهل اليمن فيسيروا من يمنهم ثم تسير أنت بأهل هذين الحرمين إلى المصرين الكوفة والبصرة فتلقى جمع المشركين بجمع المسلمين فإنك إذا سرت بمن معك وعندك قل في نفسك ما قد تكاثر من عدد القوم وكنت أعز عزا وأكثر يا أمير المؤمنين إنك لا تستبقي من نفسك بعد العرب باقية ولا تمتنع من الدنيا بعزيز ولا تلوذ منها بحريز إن هذا اليوم له ما بعده من الأيام فاشهده برأيك وأعوانك ولا تغب عنه ثم جلس فعاد عمر فقال إن هذا يوم له ما بعده من الأيام فتكلموا
(٢١١)