له دوس ذو ثعلبان على فرس له فسلك الرمل فأعجزهم قال وقد سمعت بعض أهل اليمن يقول إن الذي أفلت منهم رجل من أهل نجران يقال له جبار بن فيض قال وأثبت الحديثين عندي الذي حدثني أنه دوس ذو ثعلبان ثم رجع ذو نواس بمن معه من جنوده إلى صنعاء من أرض اليمن ففي ذي نواس وجنوده تلك حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال حدثني محمد بن إسحاق قال أنزل الله على رسوله قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود إلى قوله بالله العزيز الحميد ويقال كان فيمن قتل ذو نواس عبد الله بن الثامر رئيسهم وإمامهم ويقال عبد الله ابن الثامر قتل قبل ذلك قتله ملك كان قبله هو كان أصل ذلك الدين وإنما قتل ذو نواس من كان بعده من أهل دينه وأما هشام بن محمد فإنه قال لم يزل ملك اليمن متصلا لا يطمع فيه طامع حتى ظهرت الحبشة على بلادهم في زمن أنو شروان قال وكان سبب ظهورهم أن ذا نواس الحميري ملك اليمن في ذلك الزمان وكان يهوديا فقدم عليه يهودي يقال له دوس من أهل نجران فأخبره أن أهل نجران قتلوا ابنين له ظلما واستنصره عليهم وأهل نجران نصارى فحمى ذو نواس لليهودية فغزا أهل نجران فأكثر فيهم القتل فخرج رجل من أهل نجران حتى قدم على ملك الحبشة فاعلمه ما ركبوا به وأتاه بالإنجيل قد أحرقت النار بعضه فقال له الرجال عندي كثير وليست عندي سفن وأنا كاتب إلى قيصر في البعثة إلى بسفن أحمل فيها الرجال فكتب إلى قيصر في ذلك وبعث إليه بالإنجيل المحرق فبعث إليه قيصر بسفن كثيرة (رجع الحديث إلى حديث ابن إسحاق) حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم أنه حدث أن رجلا من أهل نجران في زمن عمر بن الخطاب حفر خربة من خرب نجران لبعض حاجاته فوجد عبد الله بن الثامر تحت دفن منها قاعدا واضعا يده على ضربة في رأسه ممسكا عليها بيده فإذا أخرت يده عنها انبعثت دما وإذا أرسلت يده ردها عليها فامسك دمها في يده خاتم مكتوب فيه ربى الله فكتب فيه إلى عمر يخبره بأمره فكتب إليهم عمر أن أقروه على حاله وردوا
(٥٤٥)