قالوا بمكة بيت مال داثر * وكنوزه من لؤلؤ وزبرجد فأردت أمرا حال ربى دونه * والله يدفع عن خراب المسجد فرددت ما أملت فيه وفيهم * وتركتهم مثلا لأهل المشهد قد كان ذو القرنين قبلي مسلما * ملكا تدين له الملوك وتحشد ملك المشارق والمغارب يبتغى * أسباب علم من حكيم مرشد فرأى مغيب الشمس عند غروبها * في عين ذي خلب وثأط حرمد من قبله بلقيس كانت عمتي * ملكتهم حتى أتاها الهدهد حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني ابن إسحاق قال هذا الحي من الأنصار يزعمون أنه إنما كان حنق تبع على هذا الحي من يهود الذين كانوا بين أظهرهم وأنه أراد هلاكهم حين قدم عليهم المدينة فمنعوه منهم حتى انصرف عنهم ولذلك قال في شعره حنقا على سبطين حلا يثربا أولى لهم بعقاب يوم مفسد حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال وقد كان قدم على تبع قبل ذلك شافع بن كليب الصدفي وكان كاهنا فأقام عنده فلما أراد توديعه قال تبع ما بقى من علمك قال بقى خبر ناطق وعلم صادق قال فهل تجد لقوم ملكا يوازى ملكي قال لا إلا لملك غسان نجل قال فهل تجد ملكا يزيد عليه قال نعم قال ولمن قال أجده لبار مبرور أيد بالقهور ووصف في الزبور وفضلت أمته في السفور يفرج الظلم بالنور أحمد النبي طوبى لامته حين يجئ أحد بنى لؤي ثم أحد بنى قصي فبعث تبع إلى الزبور فنظر فيها فإذا هو يجد صفة النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عمن حدثه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس وغيره من علماء أهل اليمن ممن يروى الأحاديث فحدث بعضهم بعض الحديث وكل ذلك قد اجتمع في هذا الحديث أن ملكا من لخم كان باليمن فيما بين التبابعة من حمير يقال له ربيعة بن نصر وقد كان قبل ملكه باليمن ملك تبع الأول وهو زيد بن عمر وذي الأذعار بن أبرهة ذي المنار بن الرائش بن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر
(٥٣٤)