أن تطعمني من السواد ما أتخذ به سلاحا فامر له بما يلي جانب العرب من أسفل الفرات وهى ستة طساسيج فأرسل الحارث بن عمرو الكندي إلى تبع وهو باليمن إني قد طمعت في ملك الأعاجم وقد أخذت منه ستة طساسيج فاجمع الجنود وأقبل فإنه ليس دون ملكهم شئ لان الملك لا يأكل اللحم ولا يستحل هراقة الدماء لأنه زنديق فجمع تبع الجنود وسار حتى نزل الحيرة وقرب من الفرات فآذاه البق فامر الحارث بن عمرو أن يشق له نهرا إلى النجف ففعل وهو نهر الحيرة فنزل عليه ووجه ابن أخيه شمرا ذا الجناح إلى قباذ فقاتله فهزمه شمر حتى لحق بالري ثم أدركه بها فقتله وأمضى تبع شمرا ذا الجناح إلى خراسان ووجه تبع ابنه حسان إلى الصغد وقال أيكما سبق إلى الصين فهو عليها وكان كل واحد منهما في جيش عظيم يقال كانا في ستمائة ألف وأربعين ألفا وبعث ابن أخيه يعفر إلى الروم وهو الذي يقول:
يا صاح عجبك للداهيه * لحمير إذ نزلوا الجابيه ثمانون ألف روايا همو * لكل ثمانية راويه فسار يعفر حتى أتى القسطنطينية فأعطوه الطاعة والإتاوة ثم مضى إلى رومية وبينهما مسيرة أربعة أشهر فحاصرها وأصاب من معه جوع ووقع فيهم طاعون فرقوا فأبصرهم الروم ومالقوا فوثبوا عليهم فقتلوهم فلم يفلت منهم أحد وسار شمر ذو الجناح حتى أتى سمرقند فحاصرها فلم يظفر بشئ منها فلما رأى ذلك أطاف بالحرس حتى أخذ رجلا من أهلها فسأله عن المدينة وملكها فقال له أما ملكها فأحمق الناس ليس له هم إلا الشراب والاكل وله ابنة هي التي تقضى أمر الناس فبعث معه بهدية إليها فقال له أخبرها أنى إنما جئت من أرض العرب للذي بلغني من عقلها لتنكحني نفسها فأصيب منها غلاما يملك العجم والعرب وأنى لم أجئ ألتمس المال وأن معي أربعة آلاف تابوت من ذهب وفضة ههنا فأنا أدفعها إليها وأمضى إلى الصين فإن كانت لي الأرض كانت امرأتي وإن هلكت كان ذلك المال لها فلما أنهيت إليها رسالته قالت قد أجبته فليبعث بما ذكر فأرسل إليها