فلما أتتها العير قالت أبارد * من التمر هذا أم حديد وجندل وقال عبد باجر واسمه بهرا من العرب العاربة وهم عشرة أحياء عاد وثمود والعماليق وطسم وجديس وأميم والمود وجرهم ويقطن والسلف قال والسلف دخل في حمير لا ركبت رجلك من بين الدلي * لقد ركبت مركبا غير الوطي على العراقي بصقا من الطوى * إن كنت غضبى فاغضبي على الركى وعاتبي القيم عمرو بن عدي فصار الملك بعد جذيمة لابن أخته عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن الحارث بن مالك بن عمرو بن نمارة بن لخم وهو أول من اتخذ الحيرة منزلا من ملوك العرب وأول من مجده أهل الحيرة في كتبهم من ملوك العرب بالعراق واليه ينسبون وهم ملوك آل نصر فلم يزل عمرو بن عدي ملكا حتى مات وهو ابن مائة وعشرين سنة منفردا بملكه مستبدا بأمره يغزو المغازي ويصب الغنائم وثفد عليه الوفود دهره الأطول لا يدين لملوك الطوائف بالعراق ولا يدينون له حتى قدم أردشير ابن بابك في أهل فارس وانما ذكرنا في هذا الموضع ما ذكرنا من أمر جذيمة وابن أخته عمرو بن عدي لما كنا قدمنا من ذكر ملوك اليمن أنه لم يكن لملكهم نظام وان الرئيس منهم إنما كان ملكا على مخلافه ومحجره لا يجاوز ذلك فان نزع منهم نازع أو نبغ منهم نابغ فتجاوز ذلك وإن بعدت مسافة سيره من مخلافه فإنما ذلك منه عن غير ملك له موطد ولا لآبائه ولا لأبنائه ولكن كالذي يكون من بعض من يشرد من المتلصصة فيغير على الناحية بعد الناحية باستغفاله أهلها فإذا فصده الطلب لم يكن له ثبات فكذلك كان أمر ملوك اليمن كان الواحد منهم بعد الواحد يخرج عن مخلافه ومحجره أحيانا فيصيب مما مر به ثم يتشمر عند خوف الطلب راجعا إلى موضعه ومخلافه من غير أن يدين له أحد من غير أهل مخلافه بالطاعة أو يؤدى إليه خرجا حتى كان عمرو بن عدي الذي ذكرنا أمره وهو ابن أخت جذيمة الذي اقتصصنا خبره فإنه اتصل له ولعقبه ولأسبابه الملك على ما كان
(٤٥٠)