بيده منخسة فنخس بها الغرائر التي تليه فأصابت خاصرة الرجل الذي فيها فضرط فقال البواب بالنبطية بشتابسقا يعنى بقوله بشتابسقا في الجوالق شر وأرعب قلبا فذهبت مثلا فلما توسطت الإبل المدينة أنيخت ودل قصير عمرا على باب النفق قبل ذلك وأراه إياه وخرجت الرجال من الغرائر وصاحوا بأهل المدينة ووضعوا فيهم السلاح وقام عمرو بن عدي على باب النفق وأقبلت الزباء مولية مبادرة تريد النفق لتدخله وأبصرت عمرا قائما فعرفته بالصورة التي كان صورها لها المصور فمصت خاتما وكان فيها سم وقالت بيدي لا بيدك يا عمرو فذبت مثلا وتلقاها عمرو بن عدي فجللها بالسيف فقتلها وأصاب ما أصاب من أهل المدينة وانكفأ راجعا إلى العراق فقال عدى بن زيد في أمر جذيمة وقصير والزباء وقتل عمرو بن عدي إياها قصيدته أبدلت المنازل أم عفينا * تقادم عهدها أم قد بلينا إلى آخرها وقال المخبل وهو ربيعة بن عوف السعدي يا عمرو إني قد هويت جماعكم * ولكل من يهوى الجماع فراق بل كم رأيت الدهر زايل بينه * من لا يزايل بينه الأخلاق طابت به الزبا وقد جعلت لها * دورا ومشربة لها أنفاق حملت لها عمرا ولا بخشونة * من آل دومة رسلة معناق حتى تفرعها بأبيض صارم * عضب يلوح كأنه مخراق وأبو حذيفة يوم ضاق بجمعه * شعب الغبيط فحومة فأفاق وله معد والعباد وطيى * ومن الجنود كتائب ورفاق يهب النجائب والبرائع حوله * جردا كان متونها الاطلاق فأتت عليه ساعة ما إن له * مما أفاء ولا أفاد عتاق فكأن ذلك يوم حم قضاؤه * رفد أميل إناؤه مهراق وقال بعض شعراء العرب نحن قتلنا فقحلا وابن راعن * ونحن خنينا نبت زبا بمنجل
(٤٤٩)