زكيا، قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر و لم أك بغيا) تقول زانية (قال كذلك قال ربك هو على هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمرا مقضيا) فخرجت عليها جلبابها فأخذ بكميها فنفخ في جيب درعها وكان مشقوقا من قدامها فدخلت النفخة في صدرها فحملت فأتتها أختها امرأة زكرياء ليلة تزورها فلما فتحت لها الباب التزمتها فقالت امرأة زكرياء يا مريم أشعرت أنى حبلى قالت مريم أشعرت انى أيضا حبلى قالت امرأة زكرياء فانى وجدت ما في بطني يسجد لما في بطنك فذلك قوله (مصدقا بكلمة من الله) فولدت امرأة زكرياء يحيى ولما بلغ أن تضع مريم خرجت إلى جانب المحراب الشرقي منه فأتت أقصاه فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة يقول ألجأها المخاض إلى جذع النخلة قالت وهى تطلق من الحبل استحياء من الناس يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا تقول نسيا نسى ذكرى ومنسيا تقول نسى أثرى فلا يرى لي أثر ولا عين فناداها جبريل من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحتك سريا والسري هو النهر وهزي إليك بجذع النخلة وكان جذعا منها مقطوعا فهزته فإذا هو نخلة وأجرى لها في المحراب نهرا فتساقطت النخلة رطبا جنيا فقال لها كلي واشربي وقرى عينا فاما ترين من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا فكان من صام في ذلك الزمان لم يتكلم حتى يمسى فقيل لها لا تزيدي على هذا فلما ولدته ذهب الشيطان فأخبر بني إسرائيل إن مريم قد ولدت فأقبلوا يشتدون فدعوها فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا يقول عظيما يا أخت هارون ما كان أبو ك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا فما بالك أنت يا أخت هارون وكانت من بنى هارون أخي موسى وهو كما تقول يا أخا بنى فلان وانما يعنى قرابته فقالت لهم ما أمرها الله فلما أرادوها بعد ذلك على الكلام أشارت إليه إلى عيسى فغضبوا وقالوا لسخريتها بنا حين تأمرنا أن نكلم هذا الصبى أشد علينا من زناها قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا فتكلم عيسى فقال إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت، فقالت بنو إسرائيل ما أحبلها
(٤٣٠)